صنعاء 19C امطار خفيفة

مرارة

بالعودة إلى الحديث عن ذكرى ثورة 11 فبراير الشبابية/ الشعبية السلمية، لا بد بداية من الوقوف إجلالًا للشهداء، ومواساة إجمالي من تم الغدر بهم، ولا مفر من إعادة التذكير بأن الرئيس الأسبق، لم يعد له وجود في الحياة، وأن نظامه "العرز" قد طاح، مع عدم إغفال شركائه السابقين المذنبين، الذين زاملوه بتفانٍ وإخلاص، على مدى ثلث قرن، وبمدد متفاوتة، ثم تمردوا عليه بالانضمام للساحات المناوئة... تباعًا، إضافة إلى الذين صالحوه، بعد ست حروب ضروس، ثم انقلبوا عليه لاحقًا... وصفّوه، غير أن الطرفين يستحضرانه لاستثمار خطاياه، كلما احتاجا لتبرير فشلهما، ومن أجل إدامة تسلطهما!
 حقيقة وليس افتراء، لقد استفاد المتآمرون (الذين تحولوا إلى شرعية) من أخطاء تجربة حليفهم ا ل ط ا لح، الذي لم يبخل عليهم أبدًا بالعطايا والهدايا، ومن باب الوفاء له، وللإبقاء على ذكرى جمايله في نفوسهم المعقدة من طغيانه عليهم، تبنوا الكثير من مراوغاته الناجحة... المُجرَّبة، التي اتبعها معهم بنجاح، وأضافوا إلى ركام خبراته الفسادية والإفسادية الغنية، ركامًا ومساوئ لم تخطر ببال الأغلبية العظمى من الشباب الحالم والشعب المتعشم!
لقد غدا الاحتفاء الرسمي بذكرى "الانتصار" على الراحل/ المقبور، محاولة فاشلة لترضية العديد ممن نقموا عليه، والذين أجهضت أحلامهم، وخابت آمالهم بسرعة فائقة، بمفعول أفعال/ أفاعيل من رحبوا بانضمامهم إلى تجمعاتهم الغاضبة، وأصبحوا اليوم يرددون بأثر رجعي لا ينفع: لا حيا بالأوغاد، ولا مرحب بالأنذال، بعد أن بانت لهم الحقيقة، وتجرعوا مقلب* وانقلاب** من تظاهروا بالمظلومية بالأمس، وأصبحوا اليوم ظالمين من الدرجة الأولى، ويستحقون تشريفهم بوسام الحقارة... عن جدارة، وبضد يحق للشباب الكاظمين غيظهم أن يعتزوا لوحدهم بصفاء نوايا ثورتهم المجهضة، والاعتصام بقيم ومثل ومبادئ وخُلق نضالهم، وتجديد العهد بسلمية أخرى، تظفر بنصر طال انتظاره!
----------------------
* الشرعية
** الحوثة
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً