تساءل المغرد مجدي عقبة في ذكرى ثورة 11 فبراير 2011م، بعد أن زاد اللغط بعد كل هذه السنوات حول ماذا كانت ثورة أم نكبة؟
وهو تساؤل يطرح بالمقارنة بما كان الوضع قبل تلك الأحداث مقارنة بما يعانيه اليمنيون اليوم من غلاء الأسعار وانقطاع المرتبات وحالة الانقسام والتمزق الوطني وانغلاق الأفق في الحل السياسي بعد أن توقفت المدافع بالهدنة، ولم تتوقف الحرب بالمصالحة والسلام.
وقد جاء تساؤل المغرد عقبة على النحو التالي: "لأصحاب الذاكرة القوية ممكن تذكرونا من إيش كنا بنشتكي قبل 11 فبراير؟".
ومع أن الأحداث لا تقارن بالأحداث، لأن لكل حدث زمنه، وكل زمن له سياقه الخاص، إلا أن إجابتي السريعة قد جاءت على النحو التالي:
كان المواطن يشكو من غلاء الأسعار، ومن تغول الفساد، ومن إهدار الكرامة في دول الجوار بما فيها إريتريا.
وكانت الطبقة السياسية تشكو من التوريث وانغلاق الأفق السياسي، وتضييق الحريات السياسية والصحفية، ومن عدم معالجة مشكلتي الحراك في الجنوب والحروب في صعدة، بعد أن تأجلت الانتخابات بدون حوار ولا إصلاحات سياسية.
وكانت السلطة مسؤولة مسؤولية كاملة عن معاناة المواطن في ما ذكر آنفًا بخصوص الشعب.
وكانت السلطة والمعارضة مسؤولتين معًا عما أوصل البلاد إلى حالة الانغلاق السياسي، وكان لا بد من ثورة شعبية على النظام (سلطة ومعارضة)، وهذا ما حدث.
ولكن الثورة أجهضت في مهدها بانشقاق محسن وتحكم الإخوان والمشترك في مسارها وعسكرة الثورة وسماح الأطراف السياسية المنقسمة حول الثورة بالحل الخارجي عبر المبادرة بعد أن حولت هذه الأطراف الثورة إلى أزمة وصراع مسلح، وفشلت في حلها، فكان لا بد أن نصل إلى ما وصلنا إليه.