اهداء: الى ضحايا (الربيع) الذين صدقوا!
**
"أدركت أن الثورة ليست أمراً سهلاً انها تحصل لمجرد ايماننا بضرورة حصولها" هشام شرابي.
برغم دخولنا إلى 2025، إلا أن "الفبرايولوجيون" لم يفيقوا ولم يتراجعوا عن تهويل ما حدث أو الإصرار عل اعتبار احتجاجات 2011 ثورة، بل ثورة إللا الأبد، أولئك المتعصبون لـ"ثورة 11 فبراير" مازالوا يهذون ويخلعون القاب القداسة: الثورة النقية، الثورة البيضاء، ثورة سلمية، الأجساد العارية، ثورة الحرية والمدنية، ثورة اسقطت جدار الخوف والنظام، لا، صالح بعد اليوم، يقظة وطن، الغد الآتي، ثورة المستقبل، ثورة أطاحت بالمواريث، ثورة صالحة لكل مكان وزمان، " الثورة نائمة رحم الله من أيقظها"، أن الثورة منتصرة، بل وأنتصرت، وهناك آخرون يقولون بأن الثورة فشلت بسبب الثورة المضادة، فقطـ ويواصلون -خصوصاً شباب تعز -سنواصل ثورة 11 فبراير، والثورة تبدأ ولا تنتهي.. وأكثر ما يغيضني ويفكدني شعارات ذر المصطلحات الجاهزة والمثلجة:" الدولة التشاركية، الديمقراطية التشاركية"، و11فبراير أسست الديمقراطية التشاركية، والدور الإنخراطي للثورة، و"المسار التاريخي للثورة"..الخ من أوهام الباحط ورياح الفالج المكللة بعيدان القات، والخرط اللذيذ، ما قبل ذبل " غصن الجنة"و"غصن 11فبراير"، والثائر أبو بجمة، وسجدة وركعة وحوقلة، حارس الثورة، ايقون/ة الثورة، مشعل/ مفجر الثورة، منشد الثورة، مؤذن الثورة، خطيب الثورة، ضمير الثورة، الشهيد الحافظ، ويا الله ياذا المن، اسقط صالح اليمن"..الخ القرحدود الثوري.
قليلاً من "الفرملة أيها الفبرايرلوجيون:
مع حلول 2025، والذكرى 14 ل،11 فبراير و الفبرايرولوجين من حماة الثورة، وحزب الإصلاح-الإخوان المسلمين وأدواته المملشنة والمتطرفة القابضة والمهيمنة على الساحات، بل للأسف أنضوى تحتهم الكثير من المستقلين اليساريين/ الجيفاريون، ومن الحزب الإشتراكي، والناصري، والبعث، لـ"تفكيك عرى البنى التقليدية( الإجتماعية والثقافية والمذهبية والدينية) وأواصرها"، و" لتضع الشعب أول مرة في صدارة الفعل التاريخي، وتنقله من الهامش إلى المتن"، ..الخ، يصرون أن تكون ثورة 2011 بمقاس، " عنزة ولو طارت"، أو " أيشوه من الديك"( الحكاية، أن رجلاً أصيب بالعمى، على آخر شيء رأه، وهو الديك، وكان يقيس كل الأشياء، هل هي مثل الديك، أم لا)، لتصبح الفبرايرولوجيا معادلة للإرهاب، والعنف، وأضف التنكيل، التخوين، عبر وسائل الإعلام، وخصوصاً الفيسبوك.
بالله عليكم، أي تغيير وثورة ونصر وحرية ومدنية، ومسار تاريخي وتشاركي وانبثاقي، وتحولي، وفارقي، وثوري وجذري ومخلخل للنظام المفاهيمي، ومزعزع للراسخ، واليقيني، سيأتي من عقلية القبيلة وحشودها المليونية الساحقة للغزو والنفير، والله أكبر، أرزاقهم" على آسنة الرماح" بحسب تعبير ابن خلدون.
وايش من جنان منفلت، أولئك الذين يسكبون هذرفاتهم الثورية، :" أثبتت القبائل اليمنية قدرتها على التخلي عن استخدام العنف وترجيح الصراع السلمي على الصراع المسلح في أثناء الثورة السلمية، كما أثبتت قدرتها على تناسي الثأر، واحترام سيادة القانون، وحقوق الإنسان..الخ" تناسي الثار القبلي الذي لاتقوم إلا عليه، فكيف تتصور ان القبيلة بلا ثأر وسلاح وعنف؟ انه منطق" عنزة ولو طارت"!
وأنا أستدعي ذكريات" الفبررة" اليمنية، اربطها بما يحدث في الساحة العربية، خصوصاً سوريا، فإلى قبل ساعات القائد-المحرر كان داعشياً، أصبح بغمضة عين وضغطة زر قائد الدولة المدنية، وحقوق الإنسان، وباني الحداثة والتنوير.
وططط، ن:
لم يحضر الإنسان والوطن ومعنى الحرية في احتجاجات 2011، أو قبله ، أو حتى ما بعده، ما بقيت القبيلة هي عنوان الوجود الأول للإنسان في اليمن، والشعب كله رعية وعكفة وعبيد لها، فالوطن يغدو غائباً ولا يظهر اسمه سوى الحنيين اليه والمتصور في وسائل الإعلام، ودغدغة وجدان الناس، والتهويم بالآمال المفرغة، أي: يوتوبيا.
الوطن، الدولة وعماره الإنسان وكذلك الثورة والديمقراطية والمدنية، لا يتحققون بالقبيلة والبدواة، ودولة الخلافة التي رفعت في معظم ساحات التغيير في اليمن وغير من دول الربيع العربي، أو اساطين دعاة "ثورة" 11فبراير، وهم يزعقون بالويل والثبور، " ان انتشار التعليم والديمقراطية سيؤديان الى انتشار التبرج وعدم الإحتشام"، حتى لو بصمت الزندانية بـ"أحرجتمونا" أيها الثوار مليون مرة، وحتى لو أقيمت مليون جمعة لـ" الدولة المدنية" برائحة العود وخطب الصعترية في قوله، " ان الديمقراطية ان طبقت سيتساوى المسلم والنصراني واليهودي، ولا يمكن قبوله شرعاً" ، أو المحطورية-الحوثية، " ان مبيت النساء في ساحة الإعتصام يشبه المبيت في منى ومزدلفة"، بالله عليكم الحرية والمواطنة والدولة المدنية، والحياة الإنسانية السوية، ستأتي من المفرج الحاشدي"،المشيخة الأوابدية لآل الأحمر وغيرهم من"حمران العيون " لصقور القبيلة في صنعاء ومأرب وحضرموت وعدن وتعز..الخ.
الثورة: تعليم حر
خدر الأوهام والإنفعالات التي أسبغت على الفعل الاحتجاجي بهالات القداسة، وحولته إلى لاهوت عصبوي وعصابي، خصوصا من قبل احزاب الإسلام السياسي، كان هذا اللاهوت والأساطير، يفرش، ويكتسى في ميداني الستين "شرعية ثورية"، أو ميدان السبعين، "شرعية دستورية" فـ( الكل واحد) في الهذيان المقدس.
لا نغالي، إذا ما قلنا أن الاحتجاجات، أو الثورات، أزاحت شخص علي عبدالله صالح لكنها لم تسقط النظام ولا المنظومة، بل بقيت وترسخت، فالذين كانوا يقاومونه قاوموه لصراع شخصي حول الإستئساد بالملك بغنيمة السلطة. فحتى اليوم 2025، لا يوجد في البلاد بنية تحيتية ثقافية تعليمية، خارج الأطر التقليدية القبلية والبدواة، والتقاليد الراسخة، التي هي ثقافة قادة الإحتجاج، بل هم من أسسوا وحافظوا وحموا نلك القيم المتخلفة، وصانوها، باللاتعليم، وبعسكرة العقل والروح: الجهل المسلح، وتقزيم الحياة بجعلها دار آخرة وأبقى.
كان المعطى القبلي، وفكر البدواة، والمتزاوج مع أيديولوجيا بالإسلام السياسي، هو المهيمن وصاحب القاعدة الشعبية الكبيرة في اليمن، علاوة على تغلغله في مفاصل مؤسسات التعليم، والأوقاف والجيش والأمن، ومفاصل المؤسسات العامة كلها.
فلم تتأسس بعد فكرة المواطن، الفرد، الدولة، وقيم الحياة السوية بمفاهيم العصر، ومن ثم أولئك المحتجون في ساحات الإحتجاج، لم يثوروا كمواطنين وانما ثارت وثأرت بجوع الجموع بالحشود المليونية التي أتت بداعي القبيلة -الشيخ والفقيه/ الداعية والجنرال بالويته المسلحة وزوامله العنيفة: " حماة الثورة".
ولذا تقلص هامش احتجاجات الشباب المستقل، وسرعان ما تشتت وانطفأ، بالقتل في الجبهات المختلفة، مقاومة، حوثي، انتقالي، ..الخ، أو تشرد داخل البلاد وخارجها، أو أصيب بالاكتئاب، وجن أو أنتحر..الخ.
الإحتجاج/ الثورة 2011، ليس احتجاج من أجل تغيير المجتمع، أي ثورة الذهنيات، بل ثورة ،" قلعنا ثومي، وزرعنا بُصلي"، الثومي والبصلي هما لُحمة النظام" القبائلي، العسكري والديني"، فقط كل اتخذ عرينه لثارات وانتقامات للسلطة،: فـ" لا يمكن أن نطالب بالكرامة والحرية، داخل قفص الهويات والأعراف والفكر الأحادي، كما لا يمكن أن نتحرر من الطغاة والإستبداد، من دون أن نتحرر من الرواسب الثقافية النصية المطلقة وآليات الفكر العنيف" كما يقول كمال عبد اللطيف. و" لا ثورة تتحقق عبر اشخاص يخرجون من الجوامع" كما قال أدونيس.
الثورة2025،: التعليم بالعقل والمعرفة والتنوير، وأس أ/ب الدولة القطع مع القبيلة، ليتأسس مجتمع إنساني حر، اسمه: اليمن.
أخيراً:
أولاً: للنخب اليمنية، اين أضع مصطلح" الجُملكية" ؟ عظم بالحلق لا يبتلع ولا ينتجع؟!
ثانياً: لم يبق من 2011، سوى الصور، فعلى روح الذين سقطوا في غفلة " ث،و،ر،ة" على روحهم ا
لسلام.
والا كيف تشوفوا؟!