صنعاء 19C امطار خفيفة

لاند روفر

2025-02-08
لاند روفر
علي عولقي والد الكاتب
كانت الهواية المفضلة لأبي، هي تجديده المستمر للسيارة التي يمتلكها، لدرجة أنه يفعل ذلك كل سنة مرة، وأحيانًا أكثر.. ومنذ أيامنا الأولى في معسكر سيداسير لاينس بخور مكسر، بدأ هوايته تلك التي ليس له سواها، فلا هو من المدخنين مثلًا، ولا يخزن القات، ولا تشغله هواية أو مزاج من أي نوع آخر.. يداوم على فرائض دينه بانتظام.. وعلى تغيير سيارته سنويًا.
بدأ تلك الهواية مع سيارة لاند روفر أبو حبة، كما كان يقال لأنواع اللاند روفر.. حبة وحبة وربع وحبة ونص حسب حجم جسمها.. وأتبعها بثانية لاند روفر أيضًا حبة ونص...! وكان لاختياره لسيارات الدفع الرباعي سبب وجيه، هو أنه كانت لنا أرض زراعية، وفيها معزوب "عزبة"، في أبين جعار، في عبر عثمان الخصبة، ولا بد من زيارتها بين شهر وآخر، وفي الإجازات السنوية.. لذلك كان اختيار سيارات الدفع الرباعي وقتها ضروريًا، لأن الطريق لم تكن قد عُبدت بالإسفلت بعد.. ويتم السفر على سيف ساحل أبين وقت انحسار البحر في جزره.. ثم تلت اللاند روفرين سيارة جيب ويليس أميركية، لتحتل مكان اللاند روفر بجدارة.. ومر وقت جاءت فيه سيارة هيلمان للتنقل الداخلي.. بعدها رجعت لاند روفر أخرى للتنقل والسفر. وبعد الانتقال إلى الشيخ عثمان، أواخر الخمسينيات، سعدنا بالحصول على سيارة ألمانية اسمها أودي أوتوتيان جيب رباعية الدفع أيضًا.. وما أدهشني فيها هو وجوب خلط زيت ماكينتها مع البترول في خزانة بقصعة زيت نوع تو تي (2T)، مثلما كنت أفعل نفس هذا الخلط لدراجتي النارية الإيطالية اللامبريتا.. أيام جيب الأودي كان أبي قد التحق بالعمل في البوتريس، أمانة ميناء عدن، كقائد للأمن.
سيارة جيب دفع رباعي
وبعد سنة عدنا للاند روفر من جديد، وهي التي كان من حظي تعلم السواقة بها مع عامل لدى أبي اسمه عوض باحلة، كان يدير محلًا لسرفيس السيارات، امتلكه أبي خلف حافتنا، أمام مدرسة النهضة، كلية بلقيس لاحقًا.. كان باحلة من أكفأ وأخلص الناس لعمله عندنا.. وقد سعدت باصطحابه لي لتعلم السواقة في سيارتنا اللاند روفر التي لم تتجاوز فترة تعلمي للسواقة أسبوعين، أصعبها دخول شوارع وطرقات المدن.. وفحص الحصول على رخصة السياقة عند شرطة المرور.. وذهبنا إلى هناك بعدما علقنا حرف لام التعليم L على مقدمة وخلف السيارة.. وهناك انتحى شرطي المرور بباحلة بعدما قمت بالفحص، وقال له: تمام.. الوليد شاطر وناجح.. بس تفهم لك.. المية وعشرين شلن ضروري زرور منشان نصرف له رخصة الليسن! وماليش فيها غير العشرين شلن.. أما الباقي فمن نصيب الشيف سبكتر!
ارقام سيارات عدن قديمًا
يعني بالعربي طلب رشوة لصرف رخصة السياقة لي بتوقيع استمارة اجتياز الفحص.. وهي رياضة وطنية اسمها الرشوة تمارس على نطاق واسع ومحتشم في الدوائر الحكومية للهجرة والجوازات ومرافق البلديات...!
من كثرة تنقل أبي بين أنواع السيارات، دخلت بواسطة وكالة الأصنج في كالتكس لأول مرة سيارات روسية اسمها فولجا، رخيصة الثمن، اشترى أبي واحدة منها بسبعة آلاف شلن! لأنها كانت مرتفعة الهيكل، وصالحة للسفر إلى أبين جعار، حيث الأرض والمعزوب.. ومعها انقطعت زياراتنا الأبينية بعد التأميمات.. وتخلص منها أبي، واستبدلها بالإنجليزية موريس ألف أبو بقرة، ثلاث مرات.. واحدة تشبهها هنا أمام مسجد النور في الصورة.. وصورة أبي بالبرنيطة التي كانت زي رجال الأمن في البوتريس!

Fb Img 1738997624068

وأشهد ويشهد معي كثيرون بأن سيارات الموريس وكل الميد إن إنجلاند، من البوابير، كانت دائمًا الأفضل، وتصدرها لسيارات الدفع الأمامي من الأوستين والموريس، والتي امتلكت منها سيارتي الأولى الموريس ميني، التي اشتراها أبي من جاراش المصعبي بالمعلا، ولا أنسى رقمها الذي كان L 8167 خضراء داكنة مثل أوراق الشجر.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً