عندنا أيام مزارع الدولة والتعاونيات وشغل التباتيك والسوق المركزي لبيع الخضروات والفواكه بالجملة، كنا نحصل منه بين الوقت والتاني بأوراق الشتاتي! دلني المذيع الكبير والمخرج الإذاعي محمد مدي، على طريقة للاستمتاع بأكل الفرسك، على أساس أنه كانت الحاجة أم الاختراع.. كان بعض مزارعينا زي اللي غنى عليهم المغني: "يا المزارع يا المزارع، يا اللي زرعك كله قارع"، يقومون بجني المحاصيل قبل أوانها في استعجال غير مدروس، فتصل كثير من المنتجات الزراعية قبل نضجها، وعسيرة القضم والهضم! أيش قال المدي؟ دلني على طريقة لاستئناس الفرسك وإنضاجه وتحليته قبل تناوله..

كيف نصلح.. وكيف البصر.. وكيف الخبر والخبيرة؟ أصله أيش كانت الدكاكين خالية لفترة طويلة من معلبات الفواكه زي الأناناس والفرسك والعنبروت أو العنبرود لو حبيتوا زي ما يقول بعض الناس.. فقال الأخ المدي: ليش ما نجتهدش لأعمارنا ونعمل زي ما يعملوا اللي يعبوا لنا الفرسك في قصع.. مشي الحاجة أم الاختراع؟ طيب.. هولبي.. بانصلح فرسكنا بيداتنا وفي بيوتنا! كيف؟ بانشل من سوق الكيلو كم ما نشتي من الفراسك وإحنا عارفين أنه قارع بالكل.. وبعدين جيب دست الضغط وعبيهو كيلو فرسك بعدما تغسله زبيط ع الآخر.. واسكب فوقه نص كيلوجرام سكر.. واسكب له لترين ماء من القصبة (طبعًا من القصبة زي ما تعودنا، لأننا ماكناش نعرف ولا نحتاج لمي القوارير البلاستيك زي شملان مملان أو حدة بدة او صحة بحة)، وغطي الدست زبيط.. وفوق الشولة.. وعلى نار هادية.. وبعد ساعة بالكتير خليهو يبرد.. وافتح.. وباتلاقي فرسك زي اللي يعلبوه في القصع اللي اعتدمت أيام طويلة لغاية ما جبنا من الصين فرسك معلب على كيفك، والقصعة بسبع عانات...! وبس.

شوفوا الصورة هنا قدام البياع.. ولو بانت لكم بين الفرسك حبات متوردة أو محمرة لا تصدقوش اللون لأنه مرات كثيرة يطلع المذاق مش طعيم، وأنا مجرب.. أحيانًا في حبات خضراء وصغيرة، لكن طعمها يا سلام سلم.. وبالذات منتجات لحج الخضيرة وكثير من مناطق مرتفعات الشمال الزراعية، المهم أنه النتيجة باتكون مضمونة مية بالمية.. وبانحل مشكلة المزارع، وبانغني له وإحنا نحلي بالفرسك: يا المزارع يا المزارع.. يا اللي زرعك كله قارع.