صنعاء 19C امطار خفيفة

أبناء المهرة نجاحهم في تماسكهم

كلنا يدرك ويعرف تمام المعرفة ما تمر به البلاد من أوضاع مأساوية كارثية، إلا أن الوضع الاقتصادي فاق كل الأوضاع الأخرى، وبات هذا الوضع -أي الوضع الاقتصادي- حديث كل الناس في هذا البلاد، لما سببه لهم من أضرار ليس لها مثيل.

 

سأختصر حديثي وأجعله عن المحافظات الجنوبية التي يطلق عليها مجازًا المحافظات المحررة، وهي في حقيقة الأمر على عكس هذا المسمى الفضفاض والبعيد عن الصدق.

اليوم، من ينظر لهذه المحافظات من الوهله الأولى، سيرى الاختلاف الحاصل السلبي والإيجابي من محافظة لأخرى، مع أن الكل يعاني في هذه المحافظات، والكل يتأذى من هذه الأزمة التي أخذت ما فيه الكافية من الوقت، ولم تنفرج بعد.
لكن هذا الناظر سيرى في محافظة المهرة الأشياء الإيجابية هي الطاغية على ما دونها من الأشياء الأخرى، وسيرى اختلافها الكبير عن كل المحافظات.
وما كان لهذا الأشياء الإيجابية أن تحصل لولا تكاتف أبناء المهرة والتفافهم وتماسكهم مع بعض في سبيل مصلحة محافظتهم.
المهرة مثلها مثل كل المحافظات المجاورة لها، فهي تعج بوجود المكونات السياسية التي تتناقض مع بعضها البعض في التوجهات، وفي الإدارات التي تدير هذه المكونات، ومع ذلك ظل الجميع متوحدين وموحدين في جعل مصلحة محافظتهم نصب أعينهم، ولم نرَ منهم أي خلاف يعرقل سير الخدمات، أو يكون حجر عثرة أمام تطلعات أبناء المهره في رفع وتيرة العمل لتطوير خدماتهم للأفضل، الكل يسهم الإسهام الفعال، والكل يجتهد ليظهر نفسه أكثر حبًا لأهله وناسه، وهذا ما جعل المهرة تتفوق على نظيراتها من المحافظات الأخرى التي بها من الخيرات الأشياء الكثيرة، وبها من الإيرادات والموارد ما يفوق ما هو في المهره الأضعاف المضاعفة، ومع تواجد كل هذه الخيرات المتنوعة، فلم تشفع لها مواردها ولا خيراتها في تحسن خدماتها، وظلت ترزح تحت وطأة الفقر وردات الخدمات، ولنا في ذلك محافظتنا حضرموت خير مثال على ذلك.
حضرموت أبناؤها سامحهم الله لم يتحلوا بالحكمة المعروفين بها، ولم يظهروا بشيء من الذكاء المفترض أن يكونوا عليه، فتفرقوا وتشتتوا، وحصل الغبن والظلم والإحجاف بأهل حضرموت جميعًا.
من حضرموت الحضارة نرسل تحايا الحب والإعجاب لأهل المهرة جميعًا.
أولئك الناس المتفردين في ظهور محافظتهم خير ظهور، فهم للأمانة النموذج الناجح في هذه الفترة، وهم من وجب علينا الاحتذاء بهم.
هذا إن أردنا ملازمة النجاح وخدمة أهلنا أم دون ذلك، أي استمرار التفرق فهو كذب ووهم جربناه، ولم نستفد منه شيئًا إلا وجع القلوب.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً