ما أكتبه ليس سوى قراءة لكتاب أصدره الدكتوران الجليلان: حيدر محمد عبدالله الكربلائي، والمدرس المساعد بهاء أحمد عبود العنزي؛ وهو بعنوان «الدكتور حسين فيض الله الهمداني: رائد الدراسات الإسماعيلية الفاطمية الحديثة».

اليمنيون من أكثر البشر إهمالًا لتاريخهم، وتناسيًا لحضارتهم، وعبثًا بموروثهم الحضاري، وتنكرًا لعلمائهم.

العلامة الجليل أول دكتور في الجزيرة العربية، وذو شهرة على مستوى عالمي، وللأسف فالطلاب اليمنيون لا يعرفونه في مراحلهم المختلفة، ويتحاشى الكثير من المثقفين مجرد الحديث عنه لانتمائه الإسماعيلي.

أمَّا الإمامة وأتباعها، والسلفيون على كثرتهم، فيعدونه وطائفته من ألدِّ أعدائهم، ولا كرامة لنبيٍ في قومه.

كتاب الدكتور حسين فيض الله الهمداني من أهم الإصدارات، وأكثرها تتبعًا وتقصيًا لسيرة العلامة الجليل الباحث والمؤرخ والآثاري، وعالم السبئيات القديمة، والذي يجيد عددًا من اللغات الحية.

الكتاب سفر حافل أحاط بشمول ودقة بسيرة وحياة عالمنا الجليل الذي يعد أحد الآباء الروحيين للأحرار اليمنيين، ونجمًا في الدرس والبحث اليمني والعربي والعالمي.

يقع الكتاب متوسط الحجم في 319 صفحة مع صفحتين باللغة الإنجليزية، من إصدار «مؤسسة الهمداني الثقافية: الدار المحمدية الهمدانية للدارسات والأبحاث».

يتصدر الكتاب كلمة الدار للمؤسس الدكتور عمرو معد يكرب حسين فيض الله الهمداني، ثم كلمة الأسرة الهمدانية، ثم المقدمة.

تتناول المقدمة دور الأسرة الهمدانية في مجال العلم والمعرفة في اليمن والعلم الإسلامي، وما تركته من موروث، ونشرته من معارف، والبدايات الأولى لتأسيس الدعوة الإسماعيلية في اليمن.

وتناول دولة الصليحيين وعلاقتها بالدولة الفاطمية في مصر، ويشير إلى كتاب «الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن»، وكتاب مبحث تاريخي في «رسائل إخوان الصفا وعقائد الإسماعيلية فيها».

كما تناول الكتب والبحوث والمقالات التي كتبها بالإنجليزية The Doctrines and History of the Isma’ili Da’wat in Yemen as Based on the Da’I Idris Imad u’d – din’s kitab zaher u’l – ma’ani and other works، وهو أطروحته للدكتوراه في كلية الآداب في لندن عام 1931، كما تشير إلى مبحث له بعنوان On The Genalogy of Fatimid Caliphs، وتناول فيه نسب الخلفاء الفاطميين.

وبحث بعنوان The letters of AL-Mustansr bi’llah، والذي تناول فيه «السجلات المستنصرية»، وبحث آخر بعنوان The History of Ismaili Daw’at and its literature during the last phase of The Fatimid Empire، تحدث فيه عن تاريخ الدعوة الفاطمية في المراحل الأخيرة، وبداية الدعوة في مصر، وانتقالها إلى اليمن، وبحث بعنوان The life of Qween Saiyyida Arawa; the Sualayhid of Yemen، عن حياة السيدة أروى ودورها في إدارة الحكم»، ومقال بعنوان Some unknowen Ismaili Authors and their works، عن الدعاة اليمنيين الذين ألفوا كثيرًا من المؤلفات والمصنفات العلمية والتاريخية، ولكنهم غيبوا بسبب الستر الذي امتاز به مذهب الإسماعيلية، ومقالات أخرى بعنوان عن «دور الداعي المؤيد في الدين الشيرازي ونتاجه العلمي».

أمَّا المبحث الثالث فيتناول الكتب المحققة ككتاب «الزينة في الكلمات الإسلامية العربية».

ويتناول الفصل الثالث منهج الدكتور فيض الله الهمداني وموارده في التأليف، وأبرز المعالم التي امتازت بها منهجيته في التأليف.

الفصل الرابع والأخير عن منهجه وجهوده في التحقيق. ويشير المؤلفان أن فصول الكتاب لم تكن متساوية بسبب طبيعة الموضوعات، ويشيران إلى الصعوبة التي واجهتهم.

 

 

يتناول الباحثان المخطوطات، والمصادر الإسماعيلية الفاطمية، والمصادر التاريخية، ومصادر الفرق والمذاهب الإسماعيلية، والمصادر الجغرافية والبلدان، والمصادر الأدبية، والمراجع الحديثة، والرسائل والأطاريح الجامعية، والمجلات، والأثريات.

المقدمة الضافية قراءة شاملة لموضوعات الكتاب، وما أشرت إليه هو عناوين العناوين.

تشمل محتويات الكتاب على الإهداء، وكلمة الأسرة الهمدانية، والبحث الأول: الأسرة الهمدانية. انتقال الدعوة إلى الهند. الإسماعيلية السليمانية في اليمن. الإسماعيلية اليعابر في حراز. النشاط السياسي لأسرة الهمداني. أثر التعليم في الدعوة الطيبية في اليمن. السيرة الذاتية والعلمية للدكتور حسين فيض الله الهمداني: اسمه، ونسبه، وولادته، ونشأته، وأسرته. نبوغه الفكري، ومناصبه العلمية، واللغات التي يجيدها، وآراء بعض معاصريه. أساتذته، وتلاميذه، ونشاطه الاجتماعي والسياسي.

ويتناول الفصل الثاني: النتاج الفكري والعلمي للدكتور، وكتبه المطبوعة، ويتناولها بدقة وتفصيل.

ويتناول الفصل الثالث: منهج الدكتور في التأليف، كما يتناول الفصل الرابع التحقيق، وماهية التحقيق وقواعده.

الكتاب دراسة بحثية علمية تتسم بالاستقصاء والدقة والشمول والموضوعية والأمانة العلمية، وهو بحاجة إلى قراءة أوسع وأشمل، وما كتبته ليس أكثر من تعريف.