قرن من الزمان ياعم علي منذ افتتح جدك محمد يوسف مخبازة الزعفران وسماها باسمه لتكون علماً من علامات حي الزعفران العريق في كريتر.. ولتتحمل الارث وتكابد الدهر للحفاظ على المخبازة التي حملت اسمك.. قرن كامل.. والزمن يدور.. وانت صامد داخل المخبازة وفي قلوب الناس. !!
لم يكن على افندي فرداً عابراً على رصيف الزعفران بل كان عموداً ثابتاً من اعمدتها الى ان جار الزمن الذي اجبرك على اغلاقها.. كم حزنا على ذلك الاغلاق وحزنت الزعفران معنا.. كأن ضلعاً من ضلوعها قد انتزع.. وكلما مر على رصيف الزعفران سائر نظر الى المكان الذي كان.. وحزن وتألم. !!
لقد سعدت كثيراً وانا ارى البهجة في عيون الناس اليوم يحيون علي افندي بعمره المديد الذي بلغ 96 عاما نسأل الله ان يمد فيه اكثر واكثر فالزعفران لا تنسى مداميكها وعلي افندي واحداً منها..
لم انس لقائنا الاول في بيت الصديق العزيز الشاعر القرشي عبدالرحيم سلام الذي كان علي افندي يجلب له طلبات بيته كل حين.. ولا انسى عيدان الكبأ التي يستخدمها القرشي لمشروبات الحقين.. ووهبني بعضها لاشعلها كماه واجعل دخانها نكهة لما اشرب من حقين. !! ومن يومها والحقين يحمل نكهة الكبأ.. ويذكر بالوداد فيما بيننا.. القرشي وانت وانا. !!
كم تغير الزمن في العالم المحيط بنا في المئة سنة التي نقلت العالم الى الفية زاخرة بالمعجزات التي تتجاوز ما سبقها في القرون الكثيرة الماضية.. ولم نتغير الا بحسب مقتضيات الحياة وسنة الكون الفسيح. !!
ما اسعدنا بوجودك معنا يا افندي، ياعمود ثابت لا يلين من اعمدة تاريخ الزعفران وعدن والجنوب... وكل اليمن. !!
نسأل الله تعالى ان يمد في عمرك مئة عام.. واكثر لو استطعت.. فامثالك من الرجال جديرون بالخلود