عندما أتى ذلك القاتل الإرهابي يسأل: "من هو أمجد؟"، نظر أمجد إلى صديقه الذي كان يجلس بجانبه، ثم قام منتصبًا بقامته الطويلة النحيلة، رافع الرأس وبشموخ وشجاعة فائقة قائلاً: "أنا أمجد".
ربما، بل أكيد أن أمجد في تلك اللحظات الرهيبة دارت في خاطره وبسرعة البرق الكثير من الخواطر: فتذكر والدته ووالده، وأخيه وأخواته وخطيبته.. وغير ذلك...
لكنه، أي أمجد، لم يخف ولم يرتعد من مسدس القاتل الإرهابي الملثم المصوب نحوه، بل ربما تذكر أنه كان قد أحس قبل ذلك بدنو أجله، وسبق أن عبر عن ذلك بالقول: "في هذا الوطن ليس لنا حق الاختيار إلا بين الموت الساقط من الأعلى أو الموت الزاحف من الأسفل".
عبر ذات يوم عن صورة له في شاطئ البحر بالقول: "ليس أنا.. ربما طيف عابر أطال البقاء".
فواجه الموت بكل شجاعة وارتقى مجد الشهادة.
فيا أمجد المجد: لك الخلود والمجد، ولروحك الطاهرة السلام والرحمة، وقضيتك حية وخالدة، ولا نامت أعين القتلة والإرهابيين.