صنعاء 19C امطار خفيفة

قراءة في خطاب الرئيس ترامب والوضع اليمني الراهن

من الجدير بالذكر، أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، بعد تنصيبه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، بتاريخ 20 يناير 2025م، شمل استعراضًا سياسيًا لبرنامجه الانتخابي بتوقيع مجموعة من الأوامر التنفيذية.

 
وبتصوري إنها أوامر بمثابة بالون اختبار، وجديتها وخطورتها تكمن في المسائل المتعلقة في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة فلسطين ومصر والأردن وسوريا والعراق، من ناحية، وإيران وتوسعها في المنطقة، من ناحية أخرى.
وسأبين في النقاط المبينة أدناه عن مدى الضغوط التي يقوم بها الرئيس الأميركي على المنطقة، كرجل صفقات، وهو يشاهد العبث الإسرائيلي في المنطقة.
وقد تحدث في بداية خطابه بزهو ونرجسية قائلًا: عشت لأحقق العصر الذهبي لأميركا، وإنشاء أمة حرة مزدهرة، وأمريكا عظمى.
ومن بين القرارات على الصعيدين المحلي والخارجي ، وددت أن أقدم الأهم منها ، كما يلي:
1. إعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
2. القضاء على العصابات والمجرمين الأجانب، والبدء بترحيل ملايين المجرمين للبلدان التي جاؤوا منها.
3. حظر منح الجنسية لمن يولد على الأراضي الأمريكية من مهاجرين غير قانونيين.
4. محاولة الكشف عن أية إساءة من قبل الإدارة السابقة في استخدامها للسلطة، وكذا إلغاء قرارات إدارة بابدن، ووضع حد للسرطان الذي تسببت فيه الإدارة.
5. حالة طوارئ خاصة بالوقود الأحفوري، والتنقيب عنه.
6. استعادة قناة بنما، نظرًا لأن البضائع الصينية تأتي عن طريق بنما.
7. الاستغناء عن البترول الفنزويلي، والتوجه إلى غرينلاند باعتباره مسألة مهمة للأمن الأميركي الاستراتيجي.
8. فرض رسوم جمركية وضرائب على منتجات الدول الأجنبية لمكافحة التضخم وكلفة المعيشة.
9. أيام الشيكات البيضاء (خدمة بدون مقابل) ولت.
10. العمل على تسوية العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي من خلال فرض رسوم جمركية.
11. انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
12. الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ.
13. محاولة إنهاء حرب أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، وسيحدد اللقاء مع الرئيس الروسي بوتين في وقت لاحق.
14. ترتيب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط في ما يتعلق بـ: فلسطين، سوريا، لبنان، والعراق.
15. محاولات التوطين والتهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى مقابل مساعدات. قوبل هذا الطلب بعدم استجابة مصر، والأردن والدول العربية، ورفضه الفسطينيون بشدة. وماتزال المحاولات الأمريكية جارية.
16. تحريك الملفات الأخرى الساخنة في المنطقة من إيران إلى اليمن... الخ.
17. وضع "أنصار الله" على قائمة الإرهاب من قبل الرئيس الأمريكي ترامب.
 18. الإصرار الأمريكي على التطبيع بين إسرائيل والدول العربية إلحاقًا لما سبق برئاسة ترامب الأولى، على أساس أنه أفضل منجز للمنطقة، دون ذكر حل الدولتين أو إقامة الدولة الفلسطينية بحدود الـ4 من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. وبمعنى أن التطبيع مقابل تصفية القضية الفلسطينية.
ً19. منع إيران من امتلاكها للسلاح النووي -حسب ترامب- كونه يشكل خطرًا على إسرائيل، والمصالح الأميركية في المنطقة، وبخاصة بعد أن وصل تخصيب اليورانيوم إلى 65٪.
20. الوقوف الأميركي بحزم ضد النفوذ الإيراني التوسعي في المنطقة، والحد من تصنيع الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة التي تشكل خطرًا على المنطقة أيضًا.
ومما لا يدع مجالًا للشك، إن دور إيران في المنطقة لن يكون مستقبلًا بمعزل عن محوري "شنغهاي" و"البريكس" بزعامة الصين وروسيا، واللذين تمثل فيهما إيران عضوًا فاعلًا. وبما يفهم منه أن الصراع في المنطقة سيتطور إلى سياسي، واقتصادي، وأمني، واستراتيجي بين جانبين متنافسين.
قمين بالذكر، إن الشعب اليمني، لم يعد يحتمل كوارث الحروب بسبب موقعه الاستراتيجي، فقد "أناخ عليه البؤس بكلكله".
 آسفًا، إن اليمن تعيش في مأساة لم يسبق لها مثيل، وأصبحت في وضعية تكاد تكون ممزقة بفعل مليشيات محلية لا تتبع السلطة.
حقيقة الأمر، إنه توجد حكومة أمر واقع في صنعاء، ناهيك عن سلطة شرعية في عدن يترأسها مجلس رئاسي انتقالي، مكون من رئيس و7 نواب، غير منسجمين مع بعضهم البعض. بينما الجزر والموانئ اليمنية خارجة عن سيطرة السلطة، إلى جانب ما تعانيه البلاد من مشاكل داخلية.
وبناء عليه، تتحمل الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، ومجلس الأمن، والتحالف، المسؤولية عن أي مساس في السيادة اليمنية، طبقًا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
حقًا، إن وضع اليمن أصبح بحاجة ملحة إلى الخروح من النفق المظلم الذي يعاني منه الشعب قرابة عقد من الزمن.
وقد تحدثنا كثيرًا في هذا الصدد، وبحلول ترفع عن بلادنا الغمة، وتتمثل في الاحتكام إلى العقل، والضمير، والمنطق، وتناسي الخلافات، والنأي بالنفس عن الأنانيات، للاتفاق على كلمة سواء، والعودة إلى المفاوضات، لاستكمال ما تبقى من العملية السياسية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل (2012-2014م) المتفق عليه كسبيل للحل، أو أي حل آخر في إطار الوحدة اليمنية.
فالوطن سيظل عزيزًا، وغاليًا، على قلوبنا، وعقولنا، ولم ولن نفرط بشبر منه كحق كفلته الدساتير والنواميس السماوية.
رحم الله أمير الشعراء، أحمد شوقي، القائل:
 وطني لو شغلت بالخلد عنه
 نازعتني إليه في الخلد نفسي
 حفظ الله اليمن وأهلها.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً