خرجت خدمة الكهرباء العامة في مدينة عدن، اليوم الاثنين، عن العمل بشكل كامل وكلي، لأول مرة في تاريخ المدينة؛ بسبب نفاد الوقود المشغل لمحطات التوليد.
ويهدد هذا الخروج بتوقف كافة المرافق الخدمية العامة للدولة، ذات الصلة بالمواطنين، كالمستشفيات والمراكز الصحية وإمدادات المياه والصرف الصحي، وغيرها من الخدمات.
وقالت مصادر فنية في المؤسسة العامة للكهرباء بعدن، لـ"النداء" إن إجمالي التوليد الحالي من الطاقة تراجع ليسجل (صفر ميجاوات)، عقب خروج كلي لجميع المحطات الحكومية والمشتراه.
وأضافت المصادر أن محطات التوليد التي تستخدم المازوت كانت قد خرجت عن الخدمة منذ أيام، وقبلها بفترة طويلة خرجت محطات الطاقة العاملة بالديزل.
بينما خرجت محطة بترومسيلة "الرئيس" عن الخدمة صباح اليوم الاثنين؛ بسبب نفاد النفط الخام، القادم من حضرموت؛ نتيجة أعمال التقطع لقاطرات النفط على الطريق الدولي بمحافظة أبين (شرق عدن)، بحسب المصادر.
وأشارت المصادر الفنية بمؤسسة الكهرباء أن محطة الطاقة الشمسية بمنطقة بئر أحمد، شمالي عدن لا يمكنها العمل حتى لو كانت تقوم بإنتاج الطاقة.
وأرجعت المصادر أسباب ذلك إلى أن محطة الطاقة الشمسية تحتاج لتوليد رئيسي يتحكم بالأحمال لكي تعمل، وهذا التوليد يجب أن يكون مصدره إحدى المحطات الرئيسية، مثل محطة بترومسيلة أو محطة المنصورة.
وكان بيان صادر عن المؤسسة العامة للكهرباء أشار إلى أنها بذلت السلطة المحلية في عدن، والمؤسسة العامة للكهرباء جهودًا وصفتها بـ(الاستثنائية) خلال الأسابيع الماضية، واتخذت كافة التدابير في حدود الإمكانيات المتاحة لتأمين استمرارية الخدمة بحدها الادنى.
وتابعت: رغم هذه الجهود، لم تكن الحلول المؤقتة كافية لاستدامة خدمة الكهرباء، في ظل غياب الاستجابة من الجهات المعنية بتوفير الوقود، رغم المخاطبات والمناشدات المتكررة التي وجهتها المؤسسة منذ أكثر من شهر.
وحذرت من أن الانطفاء الكلي للكهرباء الذي تشهده عدن لأول مرة خلال فصل الشتاء يهدد بتداعيات خطيرة تشمل توقف المرافق الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية، وانقطاع إمدادات المياه، وتعطل الأعمال الخدمية والتجارية.
المؤسسة العامة لكهرباء بعدن، حملت الجهات المعنية مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، ودعت إلى التحرك العاجل وتحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه أهالي عدن والمحافظات المجاورة، من خلال توفير الوقود اللازم بصورة فورية لإعادة الخدمة ولو بحدها الادنى، وإيقاف هذا التدهور غير المقبول.
وعبرت المؤسسة عن أسفها إزاء هذا الانطفاء الكلي الخارج عن إرادتها، وسط صمت مخيب للآمال من الجهات المناط بها توفير الوقود وضمان استمرارية الخدمات، مجددةً مناشدتها لمجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة بضرورة التدخل العاجل لتوفير الوقود اللازم لإنقاذ عدن من هذه الأزمة المتفاقمة.