في تصعيد جديد، أقدمت سلطات الأمر الواقع في صنعاء، يوم أمس، على احتجاز المزيد من موظفي الأمم المتحدة العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ووفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة في اليمن اليوم، فإن الحملة طالت موظفين يعملون في برنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وأوضح البيان أن الأمم المتحدة تعمل بشكل عاجل مع كبار ممثلي سلطات الأمر الواقع للمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين وشركائهم المحليين. كما أكدت تعليق جميع التحركات الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين حتى إشعار آخر، لضمان أمن وسلامة موظفيها.
في تغريدة نشرها الصحفي فارس الحميري عبر منصة "إكس"، أفاد بأن سبعة موظفين يمنيين تابعين لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسف تعرضوا للاعتقال خلال الساعات الماضية، مع توقعات بارتفاع عدد المعتقلين في ظل استمرار الحملة.
وبحسب مصادر محلية، رافقت حملة الاعتقالات عمليات استيلاء نفذها الحوثيون على مخازن مركزية تابعة لمنظمات أممية في صنعاء، تضم مساعدات إنسانية مخصصة لآلاف الأسر المحتاجة.
تكرار الانتهاكات وتصاعد التوتر
يأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد العاملين في المجال الإنساني. فمنذ أشهر، أطلقت الجماعة حملات اعتقال واسعة استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، واستخدمتهم كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية.
وكانت هيومن رايتس ووتش قد حذرت في تقارير سابقة من تزايد الاعتقالات التعسفية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مؤكدة أن الجماعة تستغل هذه الاعتقالات لابتزاز المجتمع الدولي وتوجيه المساعدات وفقًا لمصالحها.
الأمم المتحدة تدعو للإفراج الفوري
في بيانها اليوم، شددت الأمم المتحدة على أن هذه الممارسات تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعية سلطات الأمر الواقع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضاف البيان: "إن احتجاز موظفي الأمم المتحدة وشركائهم يعرّض عمليات الإغاثة الإنسانية للخطر، في وقت يحتاج فيه ملايين اليمنيين إلى المساعدات المنقذة للحياة".
ردود فعل دولية متوقعة
من المتوقع أن تُثار هذه القضية في الأروقة الدولية خلال الأيام المقبلة، وسط دعوات لفرض ضغوط أكبر على سلطات الحوثيين. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات قد يدفع المنظمات الدولية إلى تقليص أو تعليق أنشطتها في اليمن، وهو ما قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
الوضع الإنساني على المحك
تُعد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعتمد أكثر من 20 مليون شخص على المساعدات الدولية. ومع استمرار الحوثيين في عرقلة العمليات الإنسانية واحتجاز العاملين فيها، تزداد المخاوف من انهيار الجهود الإغاثية، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر.
ختامًا، تبقى الأنظار موجهة نحو المجتمع الدولي لمعرفة كيف سيتعامل مع هذه التطورات الخطيرة، وهل ستتخذ الأمم المتحدة والدول المانحة خطوات حازمة لحماية موظفيها وضمان استمرار إيصال المساعدات لملايين المحتاجين أم ستتخلى عنهم كما تفعل مع زملائهم المخفيين قسريا لدى الحوثيين منذ أشهر؟