صنعاء 19C امطار خفيفة

نكبتنا

2025-01-23

تأملوا في التصاوير جيدًا لأنها تنطق بالحقيقة الموجعة الكبرى التي أسست لكل أوجاعنا اللاحقة.. واقرأوا التعليق المكتوب فوق الصور من مصدرها الذي لا يكذب! من هنا بدأت نكبة عدن، وعندما أقول عدن أقصد بها الجنوب كله الذي يتبعها، وكلما وردت كلمة عدن أقصد بها ذلك الجنوب المعذب كله!

 
لعل في مراجعة أمر كهذا ما ينغص علينا ويكدر صفو حياتنا إن بقي فيها صفو.. وأقول صادقًا إني بذلت جهدًا جهيدًا لتجنب الخوض في هكذا أمر من جديد، لما قد يثيره من حساسية لدى مرتكبي نكبتنا، وهم حاضرون، وأتباعهم كثيرون للأسف، ولكل واحد دواعيه وأسبابه وأغراضه! والاختلاف معي لا يضيرني، فقد علمتني التجربة اعتياده من أجل النطق بالحقيقة والصدق الذي أقوله عن معايشة مريرة لما جرى يومًا بيوم وحتى ساعة بساعة!

المقدم حسين عشال
المقدم حسين عشال
المقدم محمد أحمد
عبدربه منصور هادي

إذن، ما هي دوافعي لقول ما أقول وأنا غير مجبر ولا تابع لأحد أو جهة أو جماعة؟
الحق أقول لكم إن دافعي واجب لقول ما أعرف عن يقين ومشاهدة ومعرفة مادام في العمر متسع.. وللقول جدوى! فكيف بدأت خيوط نكبتنا تنسج من ساعاتها الأولى؟
نشأت تنظيمات عديدة وأحزاب وجماعات من أجل خوض كفاح مسلح ضد الاستعمار لنيل الاستقلال، أبرزها الجبهة القومية التي انتصرت وهي مجموعة أقلية بين الجمع، لكنها جعلت نصب عينيها الانفراد بالمشهد النضالي وحدها.. وقطعت في ذلك شوطًا طويلًا داميًا للاستحواذ كعادة أية أقلية مسلحة.. وقتلت من معارضيها المحليين أكثر مما قتلت من المستعمر المحتل.. وتمخض مسلسل التصفيات عن صمود جبهة واحدة قوية في وجه القومية، هي جبهة التحرير.. ونشبت حرب أهلية بين الطرفين أثناء وجود الاستعمار، كانت الجبهة القومية الجيدة التنظيم أسست لنفسها رديفًا لنصرتها من قيادات وعناصر جيش البلاد، أطرتهم في كوادر تنظيمها المتماسك التكوين، ليهبوا لنجدتها ونصرتها في حربها ضد جبهة التحرير ومن أيدها.. وحققت النصر بحسن تنظيمها وأسلحة جيش البلاد الأقوى في الساحة الدامية (الصورة الأولى لحوار ثنائي مع تعليق مكتوب عليها).
انتصرت الجبهة القومية بنفسها، وبجيش البلاد، على غيرها، وانفردت بسلطة ما بعد الاستقلال.. وكأية أقلية منتصرة في أي مكان، طهرت الساحة من كل من يعارضها، وأحكمت قبضة حكمها الحديدية على البلاد والعباد.. والتفتت إلى نفسها منفردة بالساحة لتواصل سلسلة التطهير المناوئ لها، وتنتقل منه إلى تصفية نفسها ذاتها من عوالق مشاركاتها العضوية، بادئة بالجيش ذاته الذي نصرها ومكنها من بغيتها! وتوالت نكباتنا في عدن منذ ذلك الحين لتصل إلى ذروتها المأساوية الكبرى، وإلى خيانات الملازم صاحب الصورة هنا.. واسمه عبد ربه منصور هادي "الدنبوع" (انظروا إلى الصورة جيدًا، فلصاحبها الفضل الأكبر في كل ما حل بنا من خراب ودمار سمم حياتنا بتواصل إلى يوم الناس هذا). ومن عجائب الأمور وغرائب حياتنا المنكوبة أن للرجل أنصارًا يرفعونه إلى مصاف الزعماء الكبار، مع أنه سيد نكبتنا بكل امتياز، كما سنحاول تبيان ذلك في قادم الكلام الذي لانزال في أبعد طرف فيه.. ويرجع له الفضل بأنه يوم قاد الغزو على عدن، سدد أولى الطعنات النافذة في صدر عدن.. وهي القصة التي يعرفها الجميع.. ومنها سأنطلق إلى ما بعدها من ويلات وتبعات نتجرع سكرات موتها التي أصابتني شخصيًا بنصف موت بالمعنى الحرفي للكلمة! وسأقول قولي مادام في الوقت متسع للعمر.. ومادام للقول جدوى.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً