بينما كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، قرأت خبرًا أثار في نفسي مشاعر متناقضة بين البكاء والضحك الهستيري. الخبر يقول إن الانتقالي يدعو أنصاره للاحتشاد في ساحة العروض بعدن تنديدًا بتردي الخدمات.
لنعتبر الخبر صحيحًا. يا قيادات الانتقالي، من يحكم عدن غيركم؟ أجيبوا بكل صدق وأمانة على هذا السؤال الذي يطرحه كل أبناء عدن منذ فترة طويلة دون أن يجدوا إجابة كافية منكم.
هل عدن يحكمها غيركم حتى يتم إحالة هذا السؤال وغيره من الأسئلة ذات الصلة للآخرين؟ أم أنكم المعنيون بالإجابة؟ فمن غيركم أوصل عدن وأهلها إلى هذا الحال المزري؟
سنوات من حكمكم لعدن وكثير من المحافظات الجنوبية التي تدعون أنها تحت أمركم، وسكانها أكثر ميلاً وفرحًا بكم. ومن ينظر إلى هذه المحافظات يرثى لحال سكانها الذين أصبحوا في عهدكم يموتون جوعًا.
لنحسن الظن بكم هذه المرة ونقول: "أتي متأخر خير من ألا تأتي". نحن على أحر من الجمر في انتظار ما ستقدمونه، ونعدها خدمة منكم لسكان عدن وعموم الجنوب. مع أننا غير واثقين من أنكم قادمون على فعل شيء، فالتجربة معكم طويلة وذات مرارة وعلقم.
عدن جريحة كسيحة، ومثلها أخواتها من المحافظات الجنوبية المسماة مجازًا "المحررة". كان المفترض بكم استغلال هذه الفرصة لتحسين حياة سكان هذه المحافظات، بل عليكم الضغط بكل الوسائل حتى ينعم سكانها بشيء من راحة البال بدلاً من هذا العذاب الذي يعتبره الغالبية العظمى من سكان هذه المحافظات أنكم السبب فيه.
ما دامت هذه المحافظات محررة كما نعرف ونسمع، فما الداعي لتعذيب سكانها وهم في أماكن آمنة مستقرة وبعيدة عن أماكن الحروب؟ لا يزال للناس بصيص من الأمل فيكم، إذا تحليتم بالصدق والشجاعة وتركتم حب الذات وفضلتم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. فقد تعيدون للناس شيئًا من الثقة بكم بعد أن فقدوها ووصلوا لطريق مسدود.
هي فرصة سنحت لكم وأتتكم على طبق من ذهب، عساكم استغلالها. وهنا ستلتف الناس حولكم حبًا في تخليص أنفسهم مما ساروا فيه. نتمنى منكم الإسراع في الخروج للساحات ورفع الصوت العالي للمطالبة بالحقوق، وهذا في حد ذاته يعد أشرف نضال إذا تبنيتم قضايا المجتمع وهي قضايا حقوقية مشروعة.
بهذه الخطوة الشجاعة، ستعودون لعهد مجدكم السابق الذي ظهرتم به عندما تم تشكيل مجلسكم هذا.