صنعاء 19C امطار خفيفة

في ذكرى استشهاد المناضل العميد يحيى المتوكل

في ذكرى استشهاد المناضل العميد يحيى المتوكل
العميد يحيى المتوكل

في مثل هذا اليوم، الذي يوافق 13 يناير 2003م، شهدت اليمن حدثًا مأساويًا تمثل في اغتيال القائد السبتمبري العميد يحيى المتوكل، والذي كان بمثابة رمز من رموز الوطن. تلك الحادثة لم تكن مجرد اغتيال، بل كانت تمثل جزءًا من تاريخ مؤلم يتكرر في ذاكرة اليمنيين، إذ ارتبطت بذكرى مجزرة الرفاق عام 1986م.

 
وبحسب ما ورد إليَّ من مصادر موثوقة، فإن الأمريكان أخبروا الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأن هناك ثلاث شخصيات متفق عليها بين جميع القوى السياسية في اليمن، وهم: العميد "يحيى المتوكل"، والعميد "مجاهد أبو شوارب"، والأستاذ "جار الله عمر"، ليكونوا في طليعة القيادة بعده. وفي خضم هذه المؤامرة، تم التخطيط بشكل دقيق لاغتيالهم، إذ تمت عمليات الاغتيال بطرق خبيثة.
 

أولًا: اغتيال جار الله عمر

 
كان أول ضحايا هذه المؤامرة الشهيد جار الله عمر، الذي تم اغتياله بعد الإفراج عن المجرم علي جار الله. في مؤتمر حزب الإصلاح، قام هذا المجرم باغتياله بعد انتهاء كلمته، وسط حالة من الهلع بين الحضور. صاح الشيخ عبدالله: "لا تخافوا هي طماشة هي طماشة". في جنازة الشهيد جار الله، كان العميد يحيى المتوكل يتأمل قبر صديقه بحزن عميق، رغم قوة شكيمته في مثل هكذا مواقف.
 

ثانيًا: مؤامرة اغتيال العميد يحيى المتوكل

 
تجدر الإشارة إلى أن الشهيد جار الله عمر قد صرح سابقًا بأن الرئيس علي عبدالله صالح أخبره بأنه مستهدف. وقد علق على كلام الرئيس بأن الذي سيغتاله سيكون معروفًا للعالم، وفي ما يتعلق بالعميد يحيى، كان لديه استشعار بالمخاطر، إذ اتصل به الرئيس ليحذره قائلًا له نفس ما قال للشهيد جار الله بأنه مستهدف، وأن عليه أن يستصحب حراسة مشددة. في صباح يوم 13 يناير 2003م، جاء خبر استشهاد العميد بالنسبة لي كالصاعقة.
مر العميد يحيى في نفس الساعة التي اتفق مع الشيخ "زايد الريامي" في جولة كالتكس بعدن، حيث طلب منه الوصول مع مرافقيه الذين يرافقونه في البلاد، وقابله في نفس المكان، وأشار له بيده بأن يتبعه. وأثناء متابعته لسيارة العميد في طريق لحج، تلقى اتصالًا من القاضي أحمد عقبات. وفجأة، رأى عجلة السيارة تخرج من السيارة، فأغلق المحادثة، وأدرك أن المؤامرة قد نفذت.
بعد إسعاف الجرحى، سأل الشيخ زايد عن مكان مبيت سيارة العميد في مساء ذلك اليوم، وعلم أنها كانت في فندق خليج الفيل. فأجرى تحرياته حتى توصل إلى اسم الضابط الذي تولى تخريب صواميل هبس السيارة، لكنه علم بعد أيام أن ذلك الضابط، الذي يحمل رتبة "رائد"، قد قُتل.
 

ثالثًا: اغتيال العميد مجاهد أبو شوارب

 
أما الاغتيال الثالث، وهو اغتيال الشيخ مجاهد أبو شوارب، فقد كان أخطر الاغتيالات الثلاثة. فأثناء توجه العميد مجاهد من عبس إلى عمران، لحضور مراسيم دفن أحد أصدقائه، مرّت سيارة مرسيدس سوداء تحمل لوحة هيئة دبلوماسية، من بين سيارته وسيارة مرافقيه التي كانت سابقة للسيارة التي تقل العميد مجاهد، ما أدى إلى انقلاب سيارته. وشاهدها إبراهيم الأشول، وعندما وصل إلى عمران، سمع من والده خبر انقلاب سيارة العميد مجاهد واستشهاده في نفس المكان الذي شاهد أن سيارة مرسيدس سوداء مرت من بين السيارتين في منعطف خطير، مؤكدًا أن الذي قتله هو صاحب تلك السيارة المرسيدس السوداء.
وعندما كان يتوافد مشايخ حاشد إلى منزل الشيخ عبدالله، كانوا يصيحون بصوت مرتفع "متوكلية يا شيخ متوكلية"، مشيرين إلى أن حادثة الشيخ مجاهد تشبه اغتيال العميد يحيى المتوكل، ما يؤكد أن من اغتالهما هو واحد.
وهكذا تم التخلص من القادة الثلاثة الكبار الذين حددتهم الاستخبارات الأمريكية للزعيم، باعتبارهم أكثر الشخصيات المرشحة لقيادة اليمن. رحمة الله تغشاهم، وأسكنهم فسيح جناته، جوار الشهداء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. تبًا وسحقًا لمن أمر وخطط ونفذ، لعنهم الله أجمعين.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً