لا تبدو مؤسسات المجتمع المدني في اليمن قادرة على أن تكون قاطرة للسلام والتنمية، ويعيبها لحاقها المستمر ومحاكاتها لأية تجربة ناجحة أو اتجاه عام لدى الشارع، بحيث تصبح المؤسسات مستنسخة من بعضها البعض، دون النظر في أفكار وأعمال جديدة، ومع نجاح أية مؤسسة في مشروع ما تجد أغلب المؤسسات غير الحكومية تتزاحم على نفس فكرة المشروع، وتقدمه هو نفسه في مجموعة من الصيغ المتشابهة في الأهداف والرؤى والمخرجات والفئة المستهدفة.
وبما أن اليمن تمر بمرحلة حرب واسعة، فتتجه كل مؤسسات المجتمع المدني حاليًا أو الأغلبية العظمى منها، للعمل الإغاثي لتوفر التمويل، وأيضًا لعدم وجود أفكار ابتكارية حتى في موضوع الحرب، وحاجة الناس إلى أنواع مختلفة من الإغاثة، وليس فقط الإغاثة الإنسانية.
وعلى الرغم من أن المجتمع المدني اليمني بدأ منذ فتح باب التعددية السياسية بعد الوحدة، إلا أنه لم يكوِّن تراكمًا وحداثة وإبداعًا في العمل المدني، ولم يسهم بشكل جذري في التغيير في المجتمع، أو حتى التغيير من نفسه، ويحتاج المجتمع المدني في اليمن أن يكون أكثر إبداعًا، وأكثر قدرة على التكيف مع كل الأوضاع التي تمر بها البلاد، وابتكار أفكار جذرية وملهمة تسهم في تنوع الحلول.