مر ما يقارب الستة أشهر على إعلان المطالب الحقوقية الحضرمية التي تبناها الإخوة في حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع. كل هذه الفترة مرت بأتعابها وعذاباتها على المرابطين هناك في هضبة حضرموت.
هذه الفترة، على طول مدتها، هي في نظر الكثيرين كافية للإخوة في مجلس الرئاسة للاستجابة، ولكنهم ركبوا رؤوسهم بعدم النظر لهذه المطالب. حتى أنه وصل البعض لقناعة استحالة الاستجابة من هذا المجلس. لكن ليعلم من ليس بعلم أن لدينا هنا في حضرموت مثل يقول: "طريق الديم من الكراع"، أي أن هذا المجلس مهما تعنت ومهما أهمل هذه المطالب فلا بد له من الرجوع وتلبية كل المطالب دون استثناء. فليس لأحد غنى عن حضرموت بما فيهم أعضاء هذا المجلس الذين نجزم القول أنهم يقتاتون من خيرات حضرموت.
كذلك لا ننسى الإصرار الحضرمي والاستمرار في المرابطة الأسطورية لهؤلاء المرابطين. اليوم ومع ظهور بوادر نقدر أن نقول عليها بوادر خير وبوادر تدعو للاطمئنان إذا أظهر المبادرون بها النية الصادقة وتم التسريع في ترجمتها واقعياً وليست حبراً على ورق. نحن كمواطنين ما يعنينا من ظهور هذه البوادر هو الشيء الكثير، فنحن من نكتوي بنيران هذا الوضع المزري.
كلي ثقة أن الإخوة في قيادة حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع أكثر حرصاً وإدراكاً لمتطلبات المرحلة، وهي مرحلة تدعونا جميعاً للالتفاف أكثر وأكثر مع هذين المكونين الحضرميين ممن أظهروا شجاعتهم وصدقهم وإخلاصهم دون سواهم ممن يدعون التمثيل الحضرمي وهم لا وجود لهم إلا لزرع الشقاق والفتنة بيننا.
بقي أن نقول: علينا الاستمرار إن لم يتم ترجمة البيان الرئاسي الأخير الخاص بحضرموت. وهذه المرة علينا أن ننسى خلافاتنا المصطنعة وكل مشاكلنا الجانبية جانباً ونتحد حتى يعرف من يريد الاستخفاف بنا أننا متحدون ومصرون على الحصول على الحكم الذاتي بعيداً عن التبعية لهذا أو لذاك.