صنعاء 19C امطار خفيفة

غزة تحتاج إلى أيدٍ تمتد

غزة تحتاج إلى أيدٍ تمتد
غزة
الذين يزايدون على أهل غزة من خارجها قد يُختصر وصفهم بأنهم يملكون الجرأة على الادعاء دون أن يعيشوا المعاناة أو يدركوا أبعادها. غزة ليست شعارات تُرفع ولا منشورات تُكتب لإثبات موقفٍ أمام العالم. غزة واقع معقد، جغرافيا محاصرة، وحياة تتأرجح بين صمودٍ يومي وألمٍ لا يُحد. 
 
المزايدة هنا تأتي من قلة فهمٍ أو استغلالٍ للمأساة لصالح أيديولوجيا معينة، وكأن الدماء التي تُراق هنا باتت مادةً لتجميع النقاط السياسية أو الأخلاقية. هؤلاء قد ينادون بالصمود الأبدي، بينما هم بعيدون عن الألم الذي يُنحت في الأرواح. قد يطالبون أهل غزة بأن يكونوا رموزًا للنضال دون أن يقدموا شيئًا فعليًا يُخفف عنهم عبء الكفاح. 
 
الفرق بين الدعم الحقيقي والمزايدة واضح. الأول يكون صامتًا في عظمته، ينطلق من فهمٍ عميق لوجع المكان وأهله، ويترجم إلى أفعال ملموسة: إغاثة، تضامن حقيقي، أو حتى محاولة لفهمٍ عميق دون أحكام. أما الثاني، فهو مجرد ضجيج، كثير من الكلام الفارغ، وقليل من المساندة الحقيقية. 
 
غزة لا تحتاج إلى أصواتٍ تملأ الفراغات، بل إلى أيدٍ تمتد، وأكتافٍ تحمل، وقلوبٍ تفهم أن البطولة ليست في المزايدة، بل في الفعل المتجرد من الذاتية والمصلحة.
وشكرًا.
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً