نهضتُ من نومي، وكانت الخيمة تنظر إليّ كما ينظر غريبٌ إلى غريب.
الأشياء لم تعد أشياء.
الوتد، الحبال، القماش المرهق... كلها هجرت أسماءها القديمة،
وصارت تلوح كأطيافٍ بعيدة،
وأنا...
لم أكن أنا.
يدي فقدتْ ذاكرتها،
صارت قوساً يبحث عن سهمه.
أصابعي تلتفُّ على هواءٍ فارغ،
كأنها خائفة من ملامسة الأرض أو الكتابة.
من هذا الجسد؟
وهل الجسد إلا خيمة أخرى؟
خارج الخيمة، الريح تسير بخطى باردة،
لا تسأل عن النازحين،
ولا تتوقف لتستمع إلى أنين القماش المشقوق.
كل شيء يدور،
وأنا أتحوّل في صمت...
كما تتحول ورقة في مهب الريح إلى جزء من الغبار.
من يجيب حين تسأل:
"من أنا؟"
"لا أحد،" يردّ الفراغ،
"وإلى أين أذهب؟"
"إلى الداخل... حيث يتنفس الظلام."
السقف القماشي ينخفض كأنه يريد أن يحتويني،
أو يخنقني ببطءٍ كذكرى ثقيلة.
الصوت يخونني،
أتحسس الكلمات في حلقي،
فأجدها حروفاً مكسورة،
تتناثر كدمٍ على الورق.
أيها العالم...
هل تدور حقاً؟
أم أننا ندور داخلك حتى نلتقي بوجوهنا القديمة؟
لكن السؤال ظل معلقاً...
كظلٍ بلا شمس،
وأنا...
مجرد فكرة مهملة في رأس.
*شاعر فلسطيني