مادام كل من يجلس على كرسي من كراسي السلطة في بلادنا، بوسعه أن يسرق وينهب ما طاب له وما شاء من المال العام، وهو مطمئن إلى أن أحدًا لن يعاتبه ولا يحاسبه ولا يعاقبه على ما يفعل.
ومادام مطمئنًا إلى أن أقصى ما يمكنه أن يتعرض له هو العزل من منصبه، وتركه حرًا طليقًا ليتمتع بما نهب من المال العام.. فأهلًا وسهلًا ويا مرحبًا بهذه العقوبة التي تجيز له امتلاك ما نهب من مليارات بلا حساب ولا عقاب.
إنها دعوة مفتوحة للسلب والنهب بلا رادع ولا تبعات ولا عقوبة!
وبناءً على ذلك، يا سادة يا كرام، تطلق يد اللصوص ليفعلوا ما يريدون، ويسرقون وينهبون بكل راحة وأريحية.. والتجارب تعلم، وتكرار العادة يشهد.
ألم يكن لنا أسوة في من سبق في المضمار الفاسد من السيد معين عبدالملك الذي كان رئيسًا للوزراء.. وسرق ونهب عيانًا جهارًا، وخرج بسلامة الله وحفظه، بلا لوم وبلا محاسبة؟ وكذلك حدث نفس الشيء مع غيره ممن سبقه أو لحق به أو معه؟
كل اللصوص الفاسدين خرجوا بالمليارات، معززين مكرمين، مشيعين بالدعوات الصالحة ممن حل مكانهم!
يا سادة يا كرام.. هذه دعوة صريحة مفتوحة، وتصريح وترخيص لكل من يتولى مسؤولية أو منصبًا في بلدنا المنكوب، ليسرق وينهب ما تصل إليه يداه، بلا خوف أو اتقاء لأية عواقب!
لهذا تمضي عجلة الفساد الإجرامي العظيم بلا هوادة.. وبأعلى وتائر الإجرام.
وماحدش أحسن من حد.