صنعاء 19C امطار خفيفة

حضرموت وأبناؤها يقولون: لا مجال للفساد بعد اليوم

نقرأ اليوم المدح والتمجيد للشيخ سلطان العرادة، محافظ مأرب. فعلى ماذا كل هذا المدح والتمجيد للعرادة؟ وأين كان العرادة من قبل حتى أصبح حديث الناس؟ اليوم، لا تخلو وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة من المدح والثناء للعرادة على إمداده للعاصمة عدن بالوقود لتشغيل محطات الكهرباء.
 
ما قدمه سلطان العرادة للعاصمة عدن شيء يُشكر عليه، وهو عضو المجلس الرئاسي الذي تقع عدن ضمن مسؤولياته بحكم هذه العضوية. لكن المدح والثناء للعرادة تخطى حدوده وفاق العقل والمعقول.
 
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: قبل أن يظهر العرادة كمنقذ لعدن، من كان يمد عدن بما تحتاجه من وقود الكهرباء؟ السؤال بديهي ولا يستحق البحث الطويل عن الإجابة عليه، فالكل يعرف جواب هذا السؤال، لكن لا بأس من الإجابة عليه. ألم تكن حضرموت ولفترات طويلة قبل أن يظهر هذا العرادة؟
 
حضرموت قدمت ولا زالت تقدم، وما تقدمه لم يكن محصورًا على عدن وحدها، بل إنه عم كل أرض الوطن. لكن للأسف، ما قدمته حضرموت ذهب أدراج الرياح مع قوم لا يرحمون، بل يأخذونك لحمًا ويتركونك عظمًا.
 
حضرموت، برغم ما تعطي وفي أماكن كثيرة، إلا أنها وأبناؤها لم يلاقوا إلا الجحود والنكران. حضرموت اليوم، مع هذه الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، أصبح أبناؤها في أمس الحاجة لخيرات أرضهم، ولا يعقل أن يستمر الأخذ من خيرات حضرموت وهي أكثر حاجة لهذه الخيرات.
 
جميع الحضارم يعرفون حق المعرفة أن خيرات أرضهم تُنهب. وصمت الحضارم على هذا النهب ليس خوفًا من أحد، ولكن كانوا على ثقة أن هناك أناسًا سيأتون للحكم وبهم الوازع الديني والأخلاقي حتى يعيدوا النظر في حقوق حضرموت المنهوبة. وكل هذا لم يحصل، بل إن من يأتون يفوقون من سبقوهم في النهب وأخذ مال الغير بغير وجه حق.
 
ومن عجائب هذا الزمن أننا رأينا المصافي السرية في حضرموت، تلك المصافي التي يمتلكها مجموعة لصوص في ثلاثة أماكن بساحل حضرموت.
 
الفساد ونهب خيرات حضرموت أصبح شيئًا لا يُطاق، ومعه أصبحت حياة الناس هنا في خطر وهم يواجهون الجوع وأرضهم تزخر بالخيرات المتنوعة. صمت الحضارم الطويل أصبح اليوم في خبر كان. فها هم الحضارم بدأوا، ومن خلال حفل قبائل حضرموت، في تضييق الخناق على نهابي خيرات أرضهم، خصوصًا النفط. وهذا التضييق لم يرق للبعض، إذ رأينا طابورًا من الرافضين لهذا التوجه الحضرمي الخالص، وهؤلاء الرافضون هم من يستفيدون من النهب، وبهذا الرفض يظهر حقدهم الدفين على حضرموت وأبناء حضرموت.
 
كذلك يظهر هذا الرفض مدى تفكيرهم القاصر تجاه أصحاب الأرض، السواد الأعظم. فكيف بهم وبتفكيرهم القاصر وحقدهم الدفين يريدون الحضارم يموتون جوعًا وهم شلة لصوص؟ عليهم التسليم للأمر الواقع ورفع الراية البيضاء أمام الإصرار الحضرمي الحالي على حفظ خيرات أرضهم. فلا مجال للفساد بعد اليوم في حضرموت.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً