في رواية أخرى
عام الفشل العربي
.........
مر عام وانقضى بخفي
حنين هرول... مضى
أيامه السوداء أدمت
أحرقت ما أحرقت
شياطينه مزقت جسد
الأمة إربًا... إربًا
جرت أيامه... بين الضلوع... وحوشها تجري جري الوحوش
لها الأرض ترتج وسماء
من هولها اهتزت
أدمت مقلًا
يا غارة أنيابها... قلوبًا
نخرت زادها... لؤم
الرعاة علقمًا... سقمًا
ولت ليالٍ لا شأن للقوم
بها أعمت... قلوبًا
أدمت هممًا
أيام سوداء... سادها
ساسة ألعن من غراب
البين كانوا يا للهول
كم كم أدموا الجسد
وأنكى من فعل الغراب
زادوا القول قولًا قالوا
بملء الفم... إنا عرب
ليتهم ما قالوا... ولا
قالوا... هكذا
حالنا بؤس يشكو ألمًا
إن قلنا يا شام عاجلًا
جاءنا رد من أرض
بلقيس إنا مثل شام
الشام أشكو... ألمًا
دمعة من وجنتيها هطلت... تناجي
أم المدائن... حلب
صوت من صندوق وضاح أبياتًا من الشعر
يتلو صنعاء... ماتت
بصندوق وضاح
بلا ثمن
وقبلها ماتت اليمن
سهيل يرمى من
علياء السماء
ما لي أرى الدمع منهمرًا... وليالي باكية
لا صوت له صدى ولا
اهتز له سيف عنتر
ويا عامًا مضى خليفتك الميمون قد
أطل... أتى!
ماذا تراه... يحمل
للورى...؟
أثقال حمالة الحطب
أم زيف خطابات مزقت عرانا إربًا إربًا
معرة النعمان... ما
عادت معرتنا
خرطوم سودان... نقد
مسته ضراء
مسه ضرر
ما عاد نهر النيل نهر
الفرات نهرك يا بردى
ما عادت جواهره
أنواره تبهرنا
ولا طرابلس... بأرض
الشام... ولا طرابلس غربًا تثير لنا طربًا
فيروز صامتة
الحزن يقتلها
صوتها الأجمل بين خمائل الأرز يتساءل:
يسأل أين ولى القوم؟
أين ولى العرب؟!
صوت شجى ما رأى
الكون مثله
توارى خلف الدجى
حزنًا... كمدًا
حدائق بلقيس أعنابها
سقطت.... عدن تعاني
الأمرين أصابها من
شظايا القحط... بما
أصاب به حلب
وألعن الشرين وقعا
على النفس... فتوى
من جاءنا آخر الدهر
يفتي... أفتى ليته ما
أفتى ولا للديار أتى
حكى لغة النفط لفظ
الترسمل لعبة التتريك
عولمة التعريب بسوق
عكاظ... باع اشترى
مزادات التشيع... بين
شياع... ومحتسب
صحائف البخاري حفظ
وتحنيط وحفظ مدمر
وسارق النفظ... يومًا ببغداد ويومًا
يرقص في حلب
لك المجد يا غزة
مازال بالرمق حرف أبي
يكتب ينطق... بالعربي
يقول يا سلمى... الأرض
تتكلم تنشد... بالعربي
تغني تردد:
أنا عربي
أنا عربي
