أود أن أنقل للقراء أسطرًا قليلة تعبيرًا عن لسان حال اليمنيين في بلدان الغير، وأعني من لجأ منهم إلى خارج البلاد بسبب الحروب، لعل المعنيين في الأمر يلتفتون إلى أوضاعهم، ويعالجون أحوالهم الصعبة بتسديد رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية.
حقيقة الأمر، إن غالبية اليمنيين، وبنحو 70% منهم، يعيشون على بقايا الموائد، وأصبحت الأمور لا تسر أحدًا، حتى أهالي البلدان التي لجأوا إليها، في حين أن المسؤولين في اليمن، يتقاضون رواتب عالية، ويعيشون في رغد من العيش، لا يبالون بمعيشة الناس، فضلًا عن أن مؤسسات الدولة تفتقر إلى أبسط النواحي الخدمية، نتيجة لسوء إدارة، وفساد مستشرٍ، ناهيك عن سكان يتضورون جوعًا، ويعيشون في الظلام.. والسؤال الذي يطرح نفسه أين موارد الدولة وعائداتها؟
الجدير بالذكر، أني قد دأبت على الكتابة حول أوضاعنا اليمنية القاسية التي لم تبارحنا ألمًا منذ أربعة عقود، بل أخذت بوصلتها تتجه إلى التصاعد نحو الأسوأ.. فهل يا ترى من سبيل لمعالجتها، وتصحيحها إنقاذًا لـ35 مليون نسمة من براثن الفقر، والجوع، والمرض، والموت؟
حقًا، إن معظم اليمنيين في الخارج لا يستلمون رواتبهم بعد أن حرموا من وظائفهم، ولا معاشات تقاعدية لمن استوفوا شرطي التقاعد، ولم يعد بإمكانهم الحصول على إقامات في أراضي الغير، وإن عادوا لا تتوفر لهم الوظائف، فما هو الحل لدى الجهات المعنية؟
وأخيرًا، إنا لمن الناصحين، في ألا يفرط مسؤول ولا جماعة بحفنة من تراب الوطن، ولا يحق لأحد أن يتنازل أو يبيع أية أراضٍ يمنية، كونها ملكًا للشعب اليمني قاطبة، مع العلم أن اليمن ترحب بالأشقاء والأصدقاء في الاستثمار بموحب القانون.
أيها اليمانيون، ضمدوا الجراح، ولموا الشمل، قبل فوات الأوان، عدا ذلك، إن اليمن عرضة للتقسيم، والتدخلات الخارجية، بذريعة أنها تشكل خطرًا على الأمن والاستقرار الدوليين.
هذا غيض من فيض، والله المستعان.