صنعاء 19C امطار خفيفة

الإبداع في زمن الحرب.. الدكتور "إسماعيل النجار" نموذجًا

الإبداع في زمن الحرب.. الدكتور "إسماعيل النجار" نموذجًا

تلقيت هدية عبارة عن ست مجموعات قصصية روائية من الدكتور النحاسي طبيب الأسنان الناقد الأدبي والقاص والروائي الدكتور إسماعيل النجار، بواسطة صديقنا المشترك الأديب الناقد الأدبي الأستاذ سلطان نعمان البركاني، أبدعها خياله الأدبي في ظل ظروف حرب وعالم مليء بالتحديات والصراعات.

 
وفي عالم كهذا يبرز دور الأدب كمنارة للإنسانية، ويصبح الأديب هو الصوت الذي يعبر عن آلام وآمال مجتمعه. ومن بين هؤلاء الأدباء، يسطع اسم الدكتور إسماعيل محمد النجار، القاص والروائي المبدع، الذي استطاع بأعماله الأدبية أن يقدم رؤية جديدة للحياة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن.
والدكتور إسماعيل يعد من الأسماء البارزة في الوسط الأدبي اليمني والعربي؛ وقد اشتهر أكثر عبر السوشيال ميديا في زمن هذه الحرب التي دخلت عامها الحادي عشر، والتي كادت تعصف ببلدنا؛ وقد كان للأديب والناقد الأستاذ سلطان نعمان البركاني دور كبير في إشهار أعمال الدكتور إسماعيل، وتقديمها للوسط الادبي. وقد شملت الهدية مجموعاته القصصية الروائية من السادسة وحتى الحادية عشرة، وهي كالتالي:
1. زواج راهبة: مجموعة قصصية تسلط الضوء على الصراعات الداخلية والتحديات التي تواجه الشخصيات في ظل الظروف الاجتماعية المعقدة.
2. امرأة شيطانية: رواية تروي قصة امرأة تتحدى الأعراف والتقاليد، إذ تتشابك فيها خيوط الحب والانتقام.
3. رجل وطموح امرأتين: تستعرض هذه المجموعة التنافس بين امرأتين لتحقيق أحلامهما، في إطار من التوتر والصراع.
4. كهف المهمشين: تتناول هذه الرواية واقع المهمشين في المجتمع، مسلطة الضوء على معاناتهم وآمالهم.
5. في العمر محطات: مجموعة قصصية تأخذ القارئ في رحلة عبر مراحل مختلفة من الحياة، مع التركيز على التجارب الإنسانية.
6. القراصنة: رواية تستكشف عالم الجريمة والمغامرة، مقدمةً صورة مثيرة عن الصراع بين الخير والشر.
لقد حصلت على هذه المجموعات في مرحلة متقدمة من مسيرتي الأدبية، مما أتاح لي فرصة الاستمتاع بأسلوبه الفريد ورؤيته العميقة.
وقد جاء هذا الإنتاج الغزير في زمن الحرب التي كان لها تأثير على أسلوب الدكتور النجار؛ ومن المفارقات أن الحرب قد أثرت فعلًا وبشكل مباشر على أسلوب الكتابة لدى الدكتور إسماعيل النجار، إذ تعكس أعماله واقع الحياة في زمن النزاع والصراع. في العديد من قصصه القصيرة يظهر تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية على شخصيات روايته الساردة، مما يجعلها تعيش في حالة من التوتر والقلق.
فأسلوبه في تقنية السرد وثيمات مجموعات المكانية، يظهر تجربة الإنسان في مواجهة الأزمات، إذ تُصوّر الشخصيات في مواقف حرجة تُبرز صراعها من أجل البقاء والكرامة. على سبيل المثال، في "كهف المهمشين"، تمثل الشخصيات رمزًا للمعاناة والأمل، مما يعكس كيف تؤثر الحرب على الهويات الإنسانية.
وباعتباره ناقدًا أدبيًا، فقد غلب على روائعه القصصية استخدام لغة غنية بالصور الشعرية، مما يعكس المشاعر العميقة للشخصيات. وفي رواية "امرأة شيطانية"، يبرز قوة المرأة في مواجهة التحديات، مما يدفع القارئ للتفكير في دور المرأة أثناء النزاعات.
يتسم أسلوب الدكتور إسماعيل النجار بدقة التفاصيل، إذ يصف الأماكن والأحداث بشكل يجعل القارئ يشعر كأنه يعيش في قلب الحدث. هذا الارتباط القوي بين القارئ والشخصيات يعزز من تأثير الرواية.
وكذلك الرمزية، إذ يعتمد الدكتور النجار على الرمزية لتصوير المعاناة والأمل. في مجموعته "زواج راهبة"، يستخدم الرموز لتعكس التحديات التي تواجهها الشخصيات في سياق مجتمعي مضطرب.
وما يدهش القارئ أن طبيب أسنان أثرى المكتبة الطبية بإنتاجه العلمي في مجال طب الأسنان مقالات وبحوثًا علمية، يقوم بإثراء المكتبية القصصية الروائية اليمنية بهذا الكم من الإنتاج الأدبي؛ ما يؤكد أننا أمام شخصية متعددة المواهب. ولأن هذا الحيز من رسالة الشكر لا يتسع للقراءة التحليلية الأدبية لأي من المجموعات المذكورة آنفًا، فسوف أختتم هذا الحديث بنبذة مختصرة عن سيرة طبيبنا وأديبنا على النحو التالي:
ولد الدكتور إسماعيل محمد النجار في مدينة إب، عام 1957م، وهو خريج كلية الطب بجامعة دمشق للعام الدراسي 1983/1984م. يشغل حاليًا منصب استشاري أمراض الفم والأسنان وأستاذ في المعهد العالي للعلوم الصحية بصنعاء. كما أنه من مؤسسي كلية طب الأسنان بجامعة إب، وعضو في الاتحاد الدولي للأطباء والشعراء العرب.
أسهم الدكتور النجار في مجال طب الأسنان من خلال سبعة وعشرين بحثًا علميًا وأكثر من ألف ومائة وخمسين مقالة. كما أن له أكثر من إحدى عشرة مجموعة قصصية ورواية، ما يعكس تعدد اهتماماته الأدبية والعلمية.
 

تكريمات وإنجازات:

 
لقد تم تكريم الدكتور إسماعيل من قبل عدة جهات، منها نادي القصة في ذمار، ومنتدى الشعر والأدب العربي، إضافة إلى المنتدى الأدبي اليمني. كما حصل على تقدير من مكتب الثقافة بمحافظة إب، مما يدل على تأثيره الكبير في الساحة الأدبية والثقافية.
ونخلص إلى القول بأن الدكتور إسماعيل محمد النجار يعد مثالًا يُحتذى به في الإبداع الأدبي في زمن الحرب. إن أعماله ليست مجرد قصص وروايات، بل هي شهادات حية تعكس قضايا المجتمع، وتعبّر عن أحلامه وآلامه. من خلال كتاباته، يسهم الدكتور إسماعيل في إضاءة الطريق نحو مستقبل أفضل، إذ تبقى الكلمة سلاحًا ضد الظلم والجهل، وتظل الأدب شاهدًا على قدرة الروح الإنسانية على المقاومة والإبداع رغم كل التحديات.
شكرًا لك، دكتور إسماعيل، على هديتك، والشكر موصول إلى صديقنا المشترك الأديب والناقد الأستاذ سلطان نعمان البركاني. وأشيد بإبداع الدكتور إسماعيل الأدبي الذي يمنح الأمل ويحفز العقول، ويجعلنا نؤمن بأن الفن يمكن أن يكون بديلًا للواقع المرير.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً