مساء السبت الماضي، وفي أولى مباريات منتخبنا الوطني في بطولة الخليج في نسختها السادسة والعشرين المقامة حالياً بدولة الكويت الشقيقة، أبدع ابن وادي حضرموت حارس مرمى المنتخب محمد أمان أيما إبداع، وتصدى لأكثر من كرة كادت أن تتحول إلى أهداف لولا تصديه وفدائيته المنقطعة النظير.
محمد أمان كان العنوان الأبرز في هذه المباراة ومصدر حديث الناس عنه. وكان بحق خير من حمى مرماه من أهداف محققة، فلولاه لرأينا عدداً من الأهداف تلج مرمانا.
كل من شاهد المباراة سيعرف أن لهذا الحارس الكبير الفضل بعد الله في التقليل من عدد الأهداف التي أفشل تحقيقها على الإخوة العراقيين. فلو نجح العراقيون في تحقيق تلك الأهداف، لكان لذلك أثر سلبي كبير في بقية مباريات المنتخب الذي تنتظره مباريات لا تقل أهمية عن هذه المباراة التي خرج منها خاسراً بنتيجة نقدر أن نقول إنها نتيجة مقبولة أمام أسود الرافدين، حاملين لقب النسخة الماضية على أرضهم في البصرة.
من خلال قراءتي لكتابات الكثير من الكتاب، رأيت أن الشيء المسكوت عنه في كتاباتهم عن أداء هذا المنتخب هو الفعالية المفقودة في خط الهجوم. خط الهجوم لم نرَ منه أي خطورة حقيقية على مرمى منتخب العراق. كلما رأيناه وشاهدناه هو ما إن نرى هجمة ونفرح بها حتى يتم تضييعها بغرابة وبأعصاب باردة ممن يضيعون تلك الهجمات، بل إنهم تركونا وكأننا في تمارين لا مباراة يترقبها ملايين اليمنيين في الداخل والخارج.
الخسارة متوقعة وتقبلها بغير فرح، وهذا حال كرة القدم فيها الخاسر والمنتصر. لكن بشيء من الصدق حدثونا، هل رأيتم ما أزعج مدافعي العراق من مهاجمينا وخطورتهم وإزعاجهم؟ هل رأيتم شيئاً من كرات لاعبينا ارتطمت بالعارضة أو تصدى لها الحارس العراقي؟ كل هذا لم يحصل، بل ولا حتى شيء قليل مما يبعث الفرح في نفوسنا من أن القادم أجمل وأن لدينا خط هجوم كاسح تسقط أمامه كل الدفاعات الحصينة.
المهم، أدعو معي باستمرار محمد أمان بنفس الأداء المشرف الذي ظهر به في هذه المباراة، وأملنا كبير فيه في باقي المباريات في تقديم الأفضل والأحسن.