في مشهد سوريا، لقد دعمت السعودية وقطر الثوار بالمال والإعلام، ودعمتهم تركيا بالمال والتسليح، وحينما انهار الأسد ورحل باتفاق بين اللاعبين الرئيسيين الكبار، بما فيهم روسيا وإيران، وأصبحت السلطة بيد الشرع وجماعاته، الآن سيتم التخلي عنهم، وسيقولون عنهم إرهابيون ومتشددون، وسيدعمون بقايا النظام ضدهم.
ذلك من المؤكد سوف يفتح صراعًا داخليًا كما خطط له، لمنع استقرار سوريا، في الوقت الذي سمحوا لإسرائيل بتدمير كل الترسانة العسكرية والعلمية، واغتيال عشرات من العلماء في ثلاثة أيام، واحتلال قرى وبلدات جديدة بالقرب من العاصمة دمشق، والكل يتفرج، العرب الأشقاء الأوغاد، وتركيا التي تحلم بعودة مشروع الخلافة العثمانية من بوابة تدمير الشام وتقسيمه عبر تحالف العار مع الصهاينة وأمريكا.
العرب كشفوا عن عمالتهم بوضوح للمشروع الصهيوني في ملف سوريا، وعن غبائهم المفرط في عدم فهم حكاية يوم أُكل الثور الأغبر.
يعتقدون أنهم سيهربون مثل بشار، بينما سيتركون شعوبهم تواجه مصير الشعب السوري الذي تنتظره أوضاع وأحوال صعبة إن لم يصحُ من جديد وينتبه.
هناك مواجهة حتمية بالتأكيد مع إسرائيل في سوريا، ستكون الشعوب العربية والإسلامية أمام ضرورة أن تصحو من السبات العميق لمواجهة المشروع الصهيوني الخطير، وذلك على ساحة سوريا ودمشق، قبل أن يتمدد أكثر صوب مصر والأردن والخليج.
أما الإخوان ومن لف لفهم من جماعات تسمي نفسها إسلامية، فيتم استخدامهم للتدمير والتخريب فقط، وتحقيق أجندة خارجية، دون أن يتم تمكينهم من سلطات فعلية وإدارة مباشرة للدولة، وحدث ذلك في أكثر من بلد.
وأما أحمد الشرع فيبدو بسيطًا غير أنه حديث العهد بالسياسة، سيتم استخدامه مرحليًا فحسب، لكن عليه أن يحيط باللعبة من كافة جوانبها، ويمسك بخيوطها، إن أراد أن ينتصر لسوريا وشعبها، وأما المعركة أو الملحمة القادمة فسلاحها ورجالها مختلفون جدًا، إن لم تحدث هناك تطورات وانفراجات تغير المشهد برمته على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، وتتحقق النبوءات بدون حروب ودماء.