غادر وفد رفيع المستوى من وزارتي الدفاع والداخلية اليمنية عدن أمس الأربعاء متوجهاً إلى أديس أبابا، لحضور ورشة عمل تنظمها منظمة نداء جنيف السويسرية حول القانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك.
ضم الوفد أعضاء من اللجنة العسكرية الأمنية العليا، بينهم اللواء دكتور قائد عاطف وكيل وزارة الداخلية لقطاع الموارد البشرية والمالية، واللواء الركن صالح حسن رئيس هيئة العمليات المشتركة، واللواء علي العولقي، واللواء دكتور عادل طماح، عضو الفريق الأمني باللجنة العسكرية والأمنية العليا.
كما شمل الوفد، العميد صادق دويد ممثلاً عن المقاومة الوطنية، وسالم محمد محسن ممثلاً عن قوات درع الوطن، والعميد الركن أحمد البعداني ممثلاً عن وزارة الدفاع، والعميد عبدالكريم النوم مدير عام الشؤون المالية في أكاديمية الشرطة، والعميد توفيق الشرعبي من سكرتارية اللجنة العسكرية والأمنية العليا، والعميد محسن العمودي نائب مدير مكتب وزير الدفاع، والعميد أبو بكر جبر نائب مدير عام شرطة العاصمة المؤقتة عدن.
وانتقد مراقبون قرار الحكومة بالسماح لهذا الوفد العسكري والأمني الرفيع بحضور الفعالية في إثيوبيا، مشيرين إلى أن الورشة كان يمكن إقامتها في عدن لتوفير النفقات المالية الكبيرة التي ستتحملها خزينة الدولة. كما أشاروا إلى الاعتبارات السياسية المتعلقة بالبلد المضيف للفعالية.
وقال مصدر دبلوماسي لـ"النداء"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن حضور قيادات عسكرية وأمنية رفيعة في إثيوبيا قد يثير حفيظة مصر تجاه الحكومة اليمنية، خاصة في ظل التوتر القائم بين القاهرة وأديس أبابا.
وأوضح المصدر أن الحصافة الدبلوماسية تستدعي مراعاة مثل هذه الاعتبارات، مذكراً بالأزمة السياسية والدبلوماسية التي نشبت بين اليمن ومصر بعد زيارة وزير الخارجية السابق أحمد عوض بن مبارك إلى إثيوبيا، والتي تسببت في تبعات سلبية على اليمنيين المقيمين في مصر.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة بن مبارك إلى إثيوبيا مطلع العام الفائت أثارت توتراً بين الحكومة اليمنية والمصرية نتيجة تصريحات أدلى بها في إثيوبيا، والتي اعتبرتها مصر تدخلاً في شؤونها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي. وقد ربط البعض بين هذه التصريحات والإجراءات التي اتخذتها القاهرة لاحقاً بتشديد دخول اليمنيين إلى مصر وإلغاء بعض الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها.
يُذكر أن "نداء جنيف" هي منظمة غير حكومية أُنشئت عام 2000، وتكرس جهودها لتعزيز احترام المجموعات المسلحة غير الحكومية للمعايير الدولية الإنسانية في النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، ولا سيما تلك المتعلقة بحماية المدنيين.
وتقول "نداء جنيف" في التعريف عن نفسها بموقعها الإلكتروني إنها تستجيب للطلبات المقدمة من المجموعات المسلحة غير الحكومية للمساعدة في بناء معرفتها بالمعايير الإنسانية الدولية وقدراتها على تنفيذها، وذلك من خلال توفير التدريب والمشورة الفنية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمة أيضاً تقديم المساعدة والخدمات الأخرى داخل المجتمعات التي تعمل فيها المجموعات المسلحة غير الحكومية.