في قلب العالم، هناك طاولة. وعليها خرائط الشرق الأوسط تتغير كل يوم، كأن الرياح تهب من تحتها، تُعيد ترتيب الحدود والوجوه. العالم لا ينتظر، والدول الكبيرة تُلقي أوراقها الثقيلة فوق الطاولة، بينما الدول الصغيرة تلتقط الفُتات وتُعيد تشكيله بأصابع مرتعشة.
في السيناريو الأول، تتنفس المنطقة. محور جديد ينشأ، تحالفات تُنسج بخيوط الاقتصاد والطاقة، لا بخيوط الدم والحروب. في هذا العالم، الجغرافيا تخدم الجميع، لا سادة فيه ولا عبيد. لكن هل يتقن الشرق الأوسط فن التنفس؟
في السيناريو الثاني، الخرائط تُمزَّق. الكل يركض في كل اتجاه، والجميع يخسر. الفوضى تصبح سيد اللعبة، والدول تبتلع بعضها البعض، بينما الشعوب تنكمش كالأصداف المكسورة.
أما السيناريو الثالث، فهو ليس حياة ولا موتاً. توازن هش، كأنك تمشي على خيط رفيع فوق هاوية. القوى الكبرى تُدير المشهد، وتُوزع الضمانات المؤقتة، لكنها لا تغلق الأبواب أمام الكوارث.
وفي النهاية، تبقى الشعوب ساكنة كالأشجار القديمة، تنتظر. هل هي شاهدة فقط على رسم العالم من جديد؟ أم أن لها في هذه اللعبة مكاناً لا يراه أحد بعد؟ الطاولة تتحرك، والخرائط تتغير. لكن اليد التي ستكتب الفصل الأخير... لم تُكشف بعد.
*اللوحة تصوير صديقتي جوزيفا، تتضمن عبارة "الشعب بدون رئيس، كالسمكة بدون مظلة شمسية".
*شاعر من فلسطين