الحمد لله الذي أحيانا لنشهد هذا اليوم.
من كان قد السوري زمان!
واحدة من أعرق الدول، فيها أذكى الناس ومن الأكثر كفاءة وأناقة وتحضرًا. قبل الحرب مباشرة، كانت تستعد لتكون من رائدات العالم في الطب، والأولى في اللغة العربية، مع كوادر طبية لامعة من أعلى المستويات.
حتى الفن المعماري في بيوتهم الصغيرة يعكس طبيعة السوريين الذكية والمحبة للجمال عبر التاريخ. منازل تتوسطها باحات مزينة بأحواض المياه وأشجار الليمون والياسمين، حيث يتسلل النسيم العليل برفق ليحمل عطر الأرض ويملأ الأرجاء. وبنوافذها الخشبية المزخرفة، وأبوابها الكبيرة التي تروي تاريخ أجيال متعاقبة، أصبحت العمارة السورية قطعًا فنية متقنة تحكي حكايات أهلها.
لكن هذا الطبيب قُصف، والمهندس غرق، والتاجر أصبح لاجئًا يبعد عن ركام منزله قارات ومحيطات وآلاف الأميال والدموع والخذلان، أما من بقي منهم فسرقت أعمارهم المليشيات والسجون.
بشار -كما والده من قبله- فضّل أن يحرقها ويحكم الرماد. سوريا العريقة تغربلت، وفُتحت لكل الفتن وأي "هوشلية" قد تسبب فوضى وشغبًا. لم يرحم أحدًا، ولم يشفع لها شيء، مزقها كلها.
لزم الأمر أطرافًا عديدة وأناسًا كثرًا لتمزيق بلادنا، أما بشار وحده ففعل ما فعله هؤلاء كلهم مجتمعين، وما تفعله إسرائيل، وما لم يفعله إلا الديكتاتور، فلا عجب أن يفرح الناس برحيله بغض النظر عن النتائج المترتبة، ويأبى الياسمين إلا أن يكون أبيض!
اشتقنا لمطاعم الشاورما، و"بجامات" العيد السورية، اشتقنا لمعرض الكتاب، والمعرض السوري، وأثر الياسمين في بلادنا نحن، فكيف بأشواقهم!
في اليمن نقول في الأفراح والأعراس:
"دام الله السرور". دام الله السرور يا دمشق، دام الله السرور يا حلب ويا حماة ويا حمص ويا إدلب والسويداء.