أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم، عن سلسلة قرارات اقتصادية وتنظيمية تمس حياة المغتربين اليمنيين وأسرهم في الداخل. وتشمل هذه القرارات تنظيم تحويل الأموال من السعودية إلى اليمن وتوطين عدد من المهن، ما يحمل آثارًا إيجابية وسلبية على كلا البلدين.
وفقًا للإحصائيات الرسمية، بلغ حجم التحويلات المالية من السعودية إلى اليمن في العام الماضي حوالي 2.3 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه هذه التحويلات في دعم الاقتصاد اليمني وتحسين مستوى معيشة لآلاف الأسر اليمنية.
حددت القرارات الجديدة، عدة طرق معتمدة لتحويل الأموال إلى اليمن، وتشمل البنوك التجارية المرخصة التي خفضت رسوم التحويل بنسبة أكثر من 15%، بالإضافة إلى خدمات التحويل الإلكتروني عبر منصات معتمدة من الحكومة السعودية. كما تم توسيع نطاق خدمات التحويل عبر مؤسسات الصرافة المعتمدة والبالغة 12 شركة، والبريد السعودي، مع إمكانية استخدام النظام العالمي SWIFT لتحويل الأموال عبر البنوك.
وفي حين أشاد البنك المركزي اليمني بهذه القرارات باعتبارها خطوة إيجابية نحو دعم الاقتصاد اليمني، حيث ستسهم في استقرار سعر الصرف العملة وتحسين الوضع المعيشي للكثير من الأسر اليمنية المتضررة من الصراع المستمر.
قالت السلطات السعودية إنها توفر خيارات آمنة وسريعة للمغتربين اليمنيين لتحويل الأموال إلى أسرهم في اليمن، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويضمن استمرار تدفق الدعم المالي.
وعلى الرغم من ذلك، يشكو العديد من المغتربين من بعض التحديات على هذه القرارات. أبرزها حدود التحويلات التي تم تحديدها "بـ 35 ألف ريال سعودي سنويا كحد أقصى، وما دون ذلك سوف يتعرض المقيم إلى المسائلة وقد يصل الأمر إلى السجن"، طبقًا للقرار. وهو ما قد يخلق صعوبة لبعض المغتربين في تلبية احتياجات أسرهم إذا تجاوزت هذه المبالغ متطلبات الحياة اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه المغتربون اليمنيون تحديات أخرى بعد إعلان قرار توطين مهن جديدة في السعودية، مما قد يؤدي إلى تراجع فرص العمل للمغتربين في بعض القطاعات. ففي خطوة تهدف إلى تقليل البطالة بين السعوديين، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية اليوم، عن توطين عدة مهن صحية بنسبة تصل إلى 80% بحلول عام 2025، تشمل التغذية العلاجية، الأشعة، المختبرات الطبية، والعلاج الطبيعي، وهو ما يهدد العديد من العاملين اليمنيين في هذه المجالات، ومثّل صدمة كبيرة لهم حسب تعبير مغتربين.