في مشهد إنساني معقد يطغى عليه الصراع والدمار، يتصدر الأطفال ذوو الإعاقة في اليمن اليوم جهود رفع الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة وغير المتفجرة. وتشير بيانات حديثة إلى أن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القاتلة تهدد يوميًا حياة الأطفال، حيث يمثلون 56% من ضحايا الذخائر المتفجرة، وفقًا لتقرير نشرته اليونيسف على منصتها، اليوم الثلاثاء.
تبرز اليمن كواحدة من أخطر المناطق في العالم، مع انتشار الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة في 20 من أصل 22 محافظة. وتشير الإحصائيات إلى مقتل أو إصابة طفل يوميًا بسبب هذه المخاطر. ولكن الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون تهديدًا أكبر، نظرًا لافتقارهم إلى المعلومات الأساسية التي تحميهم.
من بين هؤلاء، الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع يواجهون تحديًا مزدوجًا: الخطر المباشر للذخائر من جهة، وصعوبة الوصول إلى حملات التوعية التقليدية من جهة أخرى. هذا الوضع دفع اليونيسف إلى تطوير برنامج يستهدف هذه الفئة المهمة، بهدف دمجهم في جهود الحماية.
استجابةً لهذا التحدي، أطلقت اليونيسف بالتعاون مع المركز التنفيذي لمكافحة الألغام وجمعية الصم والبكم، مبادرة مبتكرة لتوعية الأطفال ذوي الإعاقة السمعية بمخاطر الألغام. تضمنت هذه الجهود إعداد مواد توعوية بلغة الإشارة وتنظيم حملات شملت ثماني محافظات، مما أدى إلى الوصول لأكثر من 31,000 مستفيد.
هديل، البالغة من العمر 16 عامًا والتي تعاني من ضعف السمع، كانت من بين المستفيدين البارزين. تلقت هديل تدريبًا مكثفًا مكنها من فهم المخاطر وتوصيلها للآخرين باستخدام لغة الإشارة. وقالت هديل: "من خلال الأدوات التوضيحية بلغة الإشارة، تعلمت كيف أكون أكثر وعيًا بالمخاطر وكيف أتجنبها. أشعر بالفخر لأنني الآن قادرة على مساعدة مجتمعي."