حين كنت في باب اليمن، وفي مخبز الثورة تحديدًا، كان الخميس بالنسبة لي يومًا مهمًا وجميلًا.
كنت أعود من المدرسة مبكرًا، وأذهب إلى مقهاية الشيباني أنتظرهم.
تحل الحادية عشرة تقريبًا، وأراهم وقد أتوا بأطقمهم... أفراد الصاعقة والمظلات... يومها كان مجرد ذكر الوحدتين يثير المشاعر إعجابًا وتقديرًا، فقد قدموا حياتهم من أجل الثورة والجمهورية ورمزها صنعاء عاصمة اليمن.
قاتلوا في الجبال المحيطة بها والبعيدة منها، وأكملوا مهمتهم، وعاد منهم الغالب الأعم إلى قراهم ودورهم، يحملون على رؤوسهم أكاليل غار المنتصرين... لم يطالبوا بثمن، ولا ادعوا ولا منوا بأنهم مناضلون، بينما تشهد أحجار الجبال من عيبان حتى الجميمة وما بينهما وما قبلهما، أنهم كانوا كذلك...
طبعًا، تمت تصفية حتى أسمائهم من كشوفات المرتبات، وتم التخلص من آثارهم، فلم يذكروا في كتاب ولا في شهادة...
عبدالقادر البتول أحدهم
توفاه الله حاملًا التقدير والاحترام
لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون.