صنعاء 19C امطار خفيفة

حصبة وكوليرا وسوء تغذية: أكثر من 33 ألف إصابة و280 وفاة تهدد اليمنيين في عام واحد

2024-11-28
حصبة وكوليرا وسوء تغذية: أكثر من 33 ألف إصابة و280 وفاة تهدد اليمنيين في عام واحد
طفلة مصابة بالحصبة (أطباء بلا حدود)

كشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية عن تصاعد حاد في تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات في اليمن، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وانخفاض التمويل الدولي بنسبة 70% منذ يوليو الماضي. وأظهر التقرير تسجيل أكثر من 33 ألف حالة يشتبه بإصابتها بالحصبة، و280 وفاة مرتبطة بالمرض منذ مطلع العام الجاري 2024، حيث يتركز نحو ثلاثة أرباع الحالات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 
تشير الإحصائيات إلى تسجيل 24,559 حالة حصبة في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما يمثل 74.4% من إجمالي الحالات، إضافة إلى 224 وفاة، أي نحو 80% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالحصبة. وعلى الجانب الآخر، بلغ عدد الحالات المسجلة في مناطق الحكومة المعترف بها 8,441 حالة، بينها 56 وفاة، وفق بيانات النظام الإلكتروني المتكامل للإنذار المبكر للأمراض (EIDEWS).
 
هذا التفشي غير المسبوق للأمراض المعدية، بما في ذلك الكوليرا، يعكس تحديات هائلة تواجه النظام الصحي في البلاد، إذ تم الإبلاغ عن أكثر من 200 ألف حالة اشتباه بالكوليرا خلال الأشهر السبعة الأخيرة، إلى جانب 710 وفيات.
 

سوء التغذية يفاقم الأزمة

 
في ظل هذه الأوضاع، يواجه اليمنيون أزمة سوء تغذية حادة، حيث توقعت الصحة العالمية أن يعاني بحلول نهاية العام نحو 600 ألف طفل، بالإضافة إلى أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع، من سوء التغذية. ومن المتوقع أن يعاني نحو 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، بزيادة تصل إلى 34% مقارنة بالعام الماضي.
 
وتكشف الإحصاءات عن معاناة أكثر من 23 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم، في حين تواجه نحو 13,901 امرأة حامل ومرضع سوء التغذية الحاد في مديريات غرب البلاد مثل المخا والوازعية وحيس والخوخة.
 
استجابة لهذه الأزمة المتفاقمة، وقعت منظمة الصحة العالمية اتفاقية بقيمة 3.23 مليون دولار مع حكومة ألمانيا لدعم خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الاستعداد للطوارئ الصحية، وتوفير الأدوية الأساسية، ودعم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تحسين آليات المراقبة والاستجابة السريعة للأوبئة.
 
وفي خطوة متوازية، أعلنت الحكومة اليمنية بالتعاون مع الأمم المتحدة خطة استجابة لتوسيع نطاق جهود مكافحة سوء التغذية في المديريات المتضررة بمحافظتي تعز والحديدة. وتتطلب الخطة تمويلاً يقدر بأكثر من 8 ملايين دولار، مع التركيز على الوقاية من سوء التغذية وعلاجه عبر تدخلات متعددة القطاعات.
 

أمراض يمكن الوقاية منها... وأطفال يدفعون الثمن

 
يواجه اليمن حالياً تفشياً متعدداً للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال، الإسهال المائي الحاد، الكوليرا، الحصبة، الدفتيريا، الملاريا، وحمى الضنك. وترى نائبة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، إيمان الشنقيطي، أن هذه الأرقام تعد جرس إنذار، محذرة من أن الوضع الغذائي والصحي المتدهور يضع أرواح أشد الفئات ضعفاً، لا سيما الأطفال والأمهات، في خطر محدق.
 
وقالت الشنقيطي إن تضافر الجهود بين المنظمات الإنسانية وشركاء العمل التنموي والسلطات يعد خطوة مهمة لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية والأمراض المعدية، مؤكدة الحاجة الملحة إلى تمويل دولي عاجل للحد من تفاقم الأزمة.
 
تزامناً مع هذه الأزمات، أعلنت الحكومة اليمنية في يوليو/تموز الماضي انخفاض التمويلات الدولية للقطاع الصحي بنحو 70%، مما أدى إلى تراجع القدرة على توفير الخدمات الأساسية والتطعيمات الضرورية.
 
وفي بلد يعاني من حرب مستمرة وأزمات متعددة، تتحول الأمراض القابلة للوقاية إلى كوارث إنسانية. ومع تراجع التمويل وضعف الاستجابة الدولية، يبدو أن اليمن يواجه مستقبلاً أكثر قتامة، حيث باتت الحياة نفسها رفاهية نادرة في ظل هذه الظروف المأساوية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً