مشاعر مختلطة ما بين فرح وغضب وألم، لمَ كان هذا العبث من الأساس؟
تبدأ الحروب بعنتريات ودماء وتنتهي بحبر على ورق، يحفظ للقادة مراكزهم، وللمساكين رب يعوضهم!
سألتني صديقتي: اليوم يفترض أنه عيد، لكنني أشعر بغضب شديد، دخلك هل مشاعر الغضب ستخف مع الوقت؟
في اليمن، لم يضف استمرار الحرب لنا كيمنيين إلا استفزازًا لوطنيتنا، سحقًا ليمنيتنا، تشرد وشتات وإمعان في الأذى، عشر سنوات لم يحقق فيها طرف أي نصر وطني، لكنهم جميعًا حققوا مكاسب مالية لقياداتهم وأبنائهم وحاشيتهم!!! تجار الحرب (اللصوص) فقط من ينتصرون فيها كما قال نجيب محفوظ.
في اليمن أكبر خسائرنا: فقدان إيماننا بوطننا، لم يعد لنا وطن ندعو له بالسلامة!! لقد فقدنا الشعور به وبوجوده.
الحمد لله أن اللبناني لم يصل إلى هذا الحد، وإن شاء الله بوعيه بعبثية الحروب وعدم الانجرار لها تحت أي مبرر لن يصل.
س: وكيف ننتصر لغزة؟
ج: وهل دخول لبنان للحرب انتصر لها؟ لن نخوض في صدق المحور عن كذبه، لكن هل انتصر أي قتال لأي قضية؟؟ من قال إن النضال لا يمكن إلا أن يكون بالدم؟ غزة ليست بحاجة لدماء بل لعقول نظيفة وضمائر صادقة في التعاطي مع ملفها عند توقيع الاتفاقيات الدولية وعدم التغافل عن معاناتها الإنسانية ومصيرها الوجودي كجزء غير منفصل عن المصلحة العامة للأمة.
وبقدر السعادة هناك حزن لانكسار آخر شوكة عربية كانت تغص إسرائيل، بقدر ما أوجعتنا في بلدنا بقدر ما كنا نبارك إوجاعها للمحتل الصهيوني. إنها السياسة؛ وحدها من تحتمل اللعب على المتناقضات. نحن أمام اختبار حقيقي الآن؛ هل القضية الفلسطينية كانت قضية أشخاص، أحزاب، انفعالات لحظية؟ أدوات للضغط على أمريكا، أم أنها قضية شعب وأمة؟ هل تعلمنا الدرس باختيار معاركنا، وعدم الاعتماد على أطراف غير موثوقة لتغطية ظهرنا؟ أو قل لكشفه، أم ستستمر تجاربنا بالمغامرة بكل جيل قليلًا؟