وجّه الديبلوماسي والنائب السابق محسن أبولحوم نقدا لاذعا للقاءات التي تعقدها شخصيات يمنية برعاية منظمات دولية، وتشارك فيها شخصيات توصف بالاستقلالية. واعتبر أن النتائج التي تتمخض عن هذه اللقاءات تبدو كمن يحرث في البحر، إذ إن من لا قرار له في الحرب لن يكون قادرًا على تحقيق السلام.
وأعرب أبو لحوم، في تصريح له اطلعت "النداء" على نسخة منه، عن إعجابه بـ"الجهود التي يبذلها بعض الناشطين والناشطات اليمنيين"، وخاصة بعض الشخصيات التي وصفها بـ"المحترمة"، والتي التزمت الحياد خلال الفترة الماضية ولم تنجرف إلى حملات المواجهة المتعصبة ضد طرف من الأطراف. كما عبّر عن تقديره لـ"جهود المؤسسات المدعومة من المنظمات والدول الساعية لتحقيق السلام في اليمن".
ومع ذلك، رأى أبو لحوم، أن "بالنظر إلى نتائج تحركات وأسفار الشخصيات والمؤسسات والمنظمات المعنية بالأزمة اليمنية، تبدو هذه الجهود أشبه بالحرث في مياه البحر الأحمر أو خليج عدن".
وأضاف أنه "عوضًا عن إهدار الإمكانيات والوقت وجهود الشخصيات التي يتم دعوتها - وهي شخصيات بارزة ولها مكانتها في المجتمع اليمني - فإن هذه الشخصيات لا حول لها ولا قوة، لأنها لم تكن شريكة في اتخاذ قرار الحرب، وبالتالي فليس بأيديها أو بإمكانها اتخاذ قرار السلم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن واليمنيين".
ودعا أبو لحوم الجميع إلى "أهمية تركيز جهودهم على أصحاب القرار الفعلي - (قرار الحرب أو السلم) - أو على من يدعمهم لإقناعهم بضرورة وضع حد لمعاناة اليمن واليمنيين". وقال إنه "عوضًا عن تجشم مشاق السفر إلى سويسرا أو هولندا أو النرويج أو السويد وأماكن أخرى لا يتمركز فيها أصحاب القرار ومن يمكن إقناعهم، فلماذا لا يتجهون متحدين وبرؤية موحدة إلى الرياض أو طهران أو واشنطن (التي يعلم الجميع أن قرار انطلاق عاصفة الحزم صدر منها)، وحتى إلى صنعاء؟".
وأشار إلى أن "هذه المدن - بحسب قول أبو لحوم - انطلقت منها الحرب، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف، ناهيك عن الملايين بين قتيل وجريح ومريض ونازح ومشرد". وأضاف: "عسى أن يكون لتوجههم الموحد هذا ما يجعلنا نستبشر بقرب اتخاذ قرار السلم ووضع حد لأزمتنا التي قد دخلت في مرحلة التعقيد... وربما أنها في بداية الاستفحال. وإذا لم يحدث ذلك، فأخشى أن تزداد القضية اليمنية سوءًا وتعقيدًا".
وختم المتحدث بالتشديد على أن "الأهم من كل هذا يكمن في توحيد الكلمة وجمع الصف لكافة اليمنيين لحل مشاكلنا بأنفسنا، في المقام الأول. ولنا في من سبقنا تاريخ عريق من التجارب نستقي منه الحكمة والعبر. ولا شك أننا قادرون - بمشيئة الله وتوفيقه - على تجاوز هذه الأزمة".