اليمني غالبًا ما يكون ضحية نظرة الشفقة التي يمارسها الكثير من أصدقائه وجيرانه. عبارات مثل: "اليمني طيب"، "اليمني مسكين"، "اليمني ظريف"، و"اليمني حبوب"، تبدو للوهلة الأولى إيجابية، لكنها في الواقع تنبع من مشاعر شفقة أكثر من كونها تعبيرًا عن حقيقة. والدليل على ذلك أن من يرددون هذه العبارات غالبًا ما يصفونه بعكسها تمامًا بمجرد أن يختلفوا معه، فيتحول في نظرهم إلى شخص "متخلف"، "مخزن عِشْب"، أو "قبيلي مسلح".
اليمني بحاجة إلى التحرر من هذه العبارات المخاتلة، ومن وهم "أصل العرب"، ووهم "التاريخ المجيد والعريق"، و"يمن الإيمان والحكمة"، يجب أن يواجه واقعه كما هو، وأن يتعرف على نفسه من جديد، بعيدًا عن مظاهر الشفقة أو المجاملة، ليتمكن من إعادة اكتشاف ذاته ومواصلة مسيرته بثقة وقوة، دون انتظار تعاطف أو مساعدة من الآخرين.