ظلت أصداؤه تشنف الأسماع.. وتدق على أوتار القلب..
وقبلًا.. أتذكر كيف أن شخصًا وقورًا.. ضليع فكر.. دمث أخلاق.. هادئ الطباع.. ورزين التفكير..
أتذكر كيف أن شخصًا كهذا سيبحِر في الخضم.. زميلنا العزيز الأستاذ سامي غالب، الذي ربطتني به زمالة، أعتز بها كثيرًا، منذ الانتخابات الاشتراعية الأولى التي تلت الوحدة اليمنية المباركة.. كيف سيفلح الإبحار في محيط متلاطم الأمواج.. أو في بحر بلا شطآن..
توالدت الصحافة اليمنية، يومذاك، وتناسلت لتملأ الفضاء العام في ظل اضطرابات سياسية ألقت بظلالها القاتمة على مختلف المجالات..
ما جعلت التقديرات تذهب نحو الفشل المحقق للأداء الإعلامي والتوعوي الذي تتغياه تلكم الصحافة.. طرية المنبت..
وقد كان.. اضمحلال.. وتلاشٍ للعديد منها بفعل التيار الجارف من الأزمات المتلاحقة.. والتي لم تستثنِ أحدًا.. ولم تبقِ على شيء لم تمسه..
زالت الغالبية العظمى، رغم كثرتها، من الصحف المتناسلة.. أقل القليل منها قاوم المؤثرات.. وتعايش في قلب الأحداث.. ليمارس الأداء بحرارة.. وفاعلية مشهودة..
"النداء" أنموذجًا..
ولنا أن نسأل بعد هذه المسيرة المباركة، والتي يمتد زمنها لعشرين عامًا.. هل خفَتَ النداء؟ هل ذهبت أصداؤه أدراج الرياح؟ بل هل تلكأت الأداءات؟
الواقع.. أن بالإمكان القول: إن "الندا" ظلت رابطة الجأش..
تماسكت، إن صح التعبير، مدت نطاقها الجغرافي.. راكمت خبراتها..
وهي، إلى ذلك، أفلحت في إعادة هندسة الدور الصحافي، لتظل الصوت المعبر عن التطلعات الجماهيرية.. صوتًا متنوع النبرات.. ناقلًا للأحاسيس والمشاعر المعتملة في نفوس المواطن في شتى أنحاء الوطن..
لـ"النداء" ولنا جميعًا، في هذه المناسبة السعيدة، أرق التهاني وأجمل التبريكات.