صنعاء 19C امطار خفيفة

دكان العم رشاد

يختلف دكان العم رشاد عن أي دكان، ففيه تباع المسبحة، وفيه أيضًا يباع الواقي الذكري، فيه منتجات متعددة المصدر، فيها الإماراتي والسعودي والقطري والتركي، لكن هذه المنتجات "باله" مستخدمة، وليست نظيفة، وأغلبها غير قابلة للاستخدام.

 
العم رشاد متنوع الذائقة والمزاج، هو مثل لاعب كرة القدم ينتقل من فريق إلى آخر؛ تارة هلالي، وأخرى حصاني، ولكن لا أحد كان يتوقع أن يكون من فريق الشمس، فريق شعاره: حيثما تجد المصلحة فثمة شرع الله، ولدى جماعة الشمس شرع الله مطاط جدًا.
 
اليوم، العم رشاد توسع على الآخر، فجمع كل الدكاكين في شركة مساهمة تجمع الجميع بمسمى "الشركة الوطنية للأحزاب والمكونات السياسية".
وهي رديف للجنة السعودية الخاصة.
اليوم، تجاوز سعر الدولار الـ2000 والسعودي الـ500، والكهرباء تنقطع لأكثر من عشرين ساعة في اليوم في العاصمة عدن!
والعم رشاد والشلة لديهم فائض رفاهية في تشكيل تكتل انتهازي نفعي لا علاقة له بالتحرير أو هموم الناس.
 
11 ألفًا من الأفاقين، الانتهازيين، وتجار الدين والقلم والكلمة، يستلمون أكثر من 110 ملايين دولار في الشهر، والناس تموت جوعًا في الشوارع والأزقة والبيوت.
 
مثل هؤلاء لا يعنيهم سوى مصالحهم الشخصية، وتشكيل وعي عام جمعي زائف وخائب.
 
أجزم بيقين مطلق أن فكرة هذا التكتل فكرة إخوانية بامتياز، من يقرأ ما يسطره كتبة الإخوان، ويتابع مواقع تواصل ذبابهم وبعوضهم، يدرك هذا، فعندما تشعر هذه الجماعة بالعزلة والمأزق واقتراب النهاية، لا بد أن تبحث لها عن ساتر وواقٍ وشرعنة للوجود والبقاء، رأينا ذلك في تأسيس "الدست المشترك" في العام 2003، عندما اختلفت مع الراعي الرسمي لها حول الثروة والسلطة، يومها احتمت بأحزاب الظروف غير المؤاتية والطبخة لم تنضج بعد، أحزاب بانشوف عقله إلى أين، واليوم يتكرر نفس المسلسل بمسمى "الشركة الوطنية للأحزاب والمكونات السياسية".
 
أن يُعقد هذا التكتل في عدن؛ حيث لا ماء ولا كهرباء ولا صحة، وبغياب المجلس الانتقالي، وهو من يملك القوة والأرض، فهذا أعلى درجات الوقاحة، ينطبق على هؤلاء القوم المثل الشعبي القائل: "فتحوا لها تتفرج قامت ترقص".
 
* نقلاً عن صفحة الكاتب في الفيسبوك

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً