عصر يوم أمس بتوقيت الصين، كالعاده "صنفت" القيام بجولة استكشافية... عشوائية، لأي حي في مدينة جوانزو، كما أفعل عند زيارتي لأية مدينة أجنبية... وما أقلها، وهو أن أستقل أية حافلة عامة، من دون معرفة مسبقة بوجهتها، ولحيث ما تودي أروح، لأنزل في آخر موقف، وأحيانًا أصنف قبل، واليوم أخذت حافلة "إنجيز"* من محطة الحي الذي أسكن فيه، والتي تنطلق منها أخريات إلى عدة جهات، وعلى الطريق "عبّرت" معي أربعة مواطنين صينيين، كل واحد لنفسه، ومن طول المسافة التي قطعتها، قررت النزول مع آخر واحد، وتمشيت قليلًا في جزء من الحي الواسع، على أن أعود إليه مرة ثانية، وانتقلت إلى الاتجاه المعاكس، ومنه استقللت حافلة أخرى مع ركاب هذه المرة، فقد سبقوني بالحجز، ومن ثم هبطت في موقف أعرفه، فتمشيت بجواره دقائق، ومن ثم رجعت لأنتظر الوسيلة التي تعيدني من حيث بدأت، ووصلت الشقة بعد تمضية نحو ثلاث ساعات بصدر منشرح... ومزاج رائق، بخاصة وأني قد بللت ريقي (بدلًا من الماء) بآيسكريم صيني أصلي... طُعيم!
________
* ييه... أوبهوا تصدقوا أني أخذت الحافلة الأولى إنجيز، فكل ما في الأمر كنت الراكب الوحيد عليها عند تحركها من المحطة، وقد قطعت مسافات بعيدة، مخلفة وراءها مواقف كثيرة، لم يصادف وجود ركاب ينتظرون فيها، وبعد أخذ نفس طويل في طرق واسعة ملساء، يحف بها الاخضرار من كل جانب، ويسهل كذا جسر حركة المرور في تقاطعاتها، وكذا نفق أيضًا، إضافة إلى الإشارات الضوئية، وفي سبيلي/ طريقي صادفت أول راكب، ومن ثم ثانيًا فثالثًا، علمًا أن خدمة المواصلات العامة هنا وفيرة (تنضاف إليها أخرى في ذروة الزحام)، وتحركاتها محكومة بتوقيتات مضبوطة، إلا في حالة وقوع طارئ، والفاصل بينها غالبًا قصير، لا يبعث على الملل، والسواق ملزم بالفرملة وفتح البابين في كل موقف، حتى وإن لم يكُ هناك منتظر أو نازل، ولا يمكن أن يفتح لك أي منهما في غير المكان المحدد، وعليك (كمستعجل) قطع المسافة التي تريد اختصارها... فالنظام نظام!