صنعاء 19C امطار خفيفة

حسن عبدالوارث يبحث عن "تراث الفضول"

حسن عبدالوارث يبحث عن "تراث الفضول"
نشر الأستاذ حسن عبدالوارث في جريدة "الميثاق" مقالًا عنوانه "تراث الفضول" يوم الاثنين 17 يناير 2011، جاء فيه:
"بعد رحيله، حظيَ الأديب الفذ عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول" بتناولات عديدة.. بعضها تناول فيه الصحافي الخارق للعادة السائدة حينها في شارع الصحافة اليمنية.. وبعضها اقترب -كثيرًا أو قليلًا- من الشاعر الغنائي المتميز.. كما ظهرت له أغانٍ جديدة بعد رحيله!
ويكاد "الفضول"، مكتفيًا -في سِفْر الخلود- بأنه صاحب النشيد الوطني للدولة اليمنية الموحدة.. برغم أن عبدالله كان صاحب مساهمات جليلة في سيرة ومسيرة الحركة الوطنية اليمنية، وبالذات حركة الأحرار وصحيفتها "صوت اليمن".. ثم تأسيسه وتحريره الصحيفة الشهيرة "الفضول" الاسم الذي فاق شهرةً اسمه الحقيقي، وصار يُعرف به لدى العامة والخاصة في أرجاء البلاد.
 
غير أن الجانب الذي يكاد يكون مكسوًّا بالظلال أو مطموسًا تحت الرمال -حتى الآن- هو الأدب الساخر في سيرة الفضول الإبداعية.. وأقصد به كل ما أبدعه من شعر ساخر أو كتابة ساخرة، أو حتى أحاديث وأقاويل ومواقف ساخرة.. برغم أن الفضول عُرف كمعجم سخرية من العيار الثقيل!
وأتمنى على الصديق الناشط حدَّ الاتقاد لطفي فؤاد أن يأخذ على كاهله مهمة جمع تراث الفضول في كل ميادين الإبداع التي خاضها، حتى يسهل بعدها فرز هذا التراث وتناوله بحسب التفرُّد في لونه أو اختصاصه".
لم يكن المرحوم الأستاذ حسن عبدالوارث، يدري ساعتئذ أن كتاب "أشعار الفضول" قد أنهيتُ جمع مادته، ثم صدر، وأن "موقع الفضول نت" الإلكتروني قد أطلقه من سنين الوالد السفير مروان عبدالله عبدالوهاب نعمان.
 
اتصلتُ به أشكره يومها، وطلبت لقاءه. التقينا عند المقهى الذي كان يجتمع فيه مع بعض أصدقائه ورفاقه بشارع هائل.. هناك أخبرته بما تم، ثم أهديته نسخة من كتاب "أشعار الفضول عبدالله عبدالوهاب نعمان"، مع إصدارات أخرى عن منتدى النعمان، منها ما يخص بعض أصدقائه.
 
من سنين خلت تواصلنا مجددًا، وسألته عما استجد حول مشروع كتاب له عن "الدم السياسي اليمني" أعلن نيته الكتابة عنه بأحد منشوراته عبر صفحته "فيسبوك".
تلقيت جوابه الودود والمشجع:
"هلا بالحبيب
ما حدث جمّد كل المشاريع، وأبطل كل الأفكار. ربما يُعيد المرء تجديد قواه لو رأى ما يستحق على شفا المشهد.
في إمكانك الاجتهاد -بل الإبداع- في هذا الحقل، فلديك قدرات طيبة وطاقات لم تذبل بعد، داعيًا لك بالتوفيق الدائم.
مودتي بلا حدود".
لم أخبره ساعتها أن لدي فكرة مماثلة تكونت من قبل، بعنوان "دم بعد دم".. وأن نُشرت فكرتها في هامش مادة خاصة نشرت بموقع "إيلاف" اللندني.
قِوى المرء مع ما يحيط به يُسرع ذبوله.. ويضاعف معاناته ومتاعبه، إلى أن يتوارى.
لكن كلمات ككلماته، وعطاءً ساحرًا ساخرًا، وودًا خالصًا كان يحسن بناه وشرح معناه "حسن عبدالوارث البنا" لا يتوارى ولا يفنى.
رحمه الله.
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً