اختطف المنون قبل أمس الاثنين 9 سبتمبر 2024م، منارة للإبداع الإعلامي والمسرحي، أنيسة محبوبة، مناضلة ورائدة لا تنسى في تاريخ الإذاعة والتلفزيون والمسرح في حضرموت بشكل خاص والوطن بشكل عام.
كانت، قوية في مواجهة الحياة، لكنها لم تكن تعلم أن الأيام تخفي لها تجربة قاسية ستكسر قوتها.
عرفت فقيدتنا وأمنا الراحلة أنيسة خميس بن جبير، عليها رحمة الله، عن قرب، وجمعتني لقاءات وجلسات بها في مدينة المكلا بالإذاعة والمنزل، وفي مدينة سيئون، - اثناء قدومها لإذاعة سيئون في إطار التبادل للكوادر الإعلامية بين الإذاعات - وزياراتها للمدينة، كانت الأنيسة، ذات النفس الطيبة والمعشر الحسن، تتعامل بلطف وود مع الجميع، مربية وموجهة بروح الحب والعطاء، مدرسة تجسد في شخصها كل القيم الإنسانية السامية.
عانت وحيدة في سنواتها الأخيرة من مرض عضال، لم يكن الألم الجسدي وحده ما يثقل كاهلها، بل كانت الوحدة والغربة والإهمال يزيدون من معاناتها.
وهي تكابد المرض في صمت.حاولت جاهدا ومن باب الواجب والوفاء ، أثناء عملي - سكرتير صحفي لمحافظ محافظة حضرموت - ومن ثم سكرتير صحفي لرئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي - بذل مساعي المساعدة في علاجها ، في رحلة الألم.
دعم يخفف من وطأة ما تعانيه، في تلك الغربة التي عاشتها داخل جسدها المريض.
رحلت أنيسة عن عالمنا، بعد معاناة مريرة مع المرض، لكنها ستظل خالدة في ذاكرة الإعلام والمسرح، حيث حملت اسمها بكل فخر وأدت رسالتها بكل حب وإخلاص.
رحلت، وتركت ورائها إرثاً لا يُنسى من العطاء والإبداع.
رحل صوتها المميز الذي كان يملأ آذاننا بالخبر والفرح والمعلومة.
رحلت صاحبة الابتسامة التي لم تغب عن وجوه كل من عرفها، والمربية التي احتضنت قلوب الجميع بحبها وحنانها.
وداعاً أيقونة الإعلام والمسرح، التي ألهمت جيلاً من المذيعين والمسرحيين.
ستظل ذكراك باقية في كل ركن من أركان إذاعات المكلا وعدن وسيئون وتلفزيون عدن، وفي قلوب من استمتعوا بأعمالك وأحاديثك.
وداعاً أنيسة، ستبقى روحك حاضرة في صوت كل مذيع، وفي نبض كل مسرحي.
رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك الجنة دار القرار والهم نجلك الزميل العزيز " صلاح سعيد خنبري " و ذويك وكافة أفراد أسرتك ، والأسرة الإعلامية والمسرحية وكل محبيك الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.