صنعاء 19C امطار خفيفة

الخطر الصهيوني الزاحف على المنطقة

تمر المنطقة العربية في ظروف عصيبة تعمها الفتن والخلافات في وقت يزاول فيه الكيان الإسرائيلي الصهيوني المحتل جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة باحتلال معابره وتهجير أهله إلى العراء، وتدمير مشافيه ومساكنه على رؤوس أبنائه، وتجريف أراضيه، وإحراق مزارعه، واليوم ينتهك الضفة الغربية ويقتل خدجها وأطفالها ونساءها وشيبتها وشبانها، ويدك مبانيها على رؤوس أصحابها، ويمنع عنهم كسرة الخبز والدواء والكهرباء، وغدًا سيتوجه إلى القدس الشرقية لتهجير أهلها وتغيير معالمها، وبخاصة الأماكن المقدسة منها، وفي الأخير يعلن بصلافة تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

 
ولن ينتهي الكيان الصهيوني إلى هذا الحد من الوحشية، وإنما سيواصل توسعه وتثبيت نفسه في المنطقة بشق قناة بن غوريون المنافسة لقناة السويس من الهند إلى النقب حتى البحر الأبيض المتوسط، يليها تنفيذ مشروع إسرائيل من النيل إلى الفرات بادعاءات صهيونية مزيفة، كل تلك المسائل تحظى بدعم وحماية الأساطيل والبوارج الحربية الأميركية والغربية والقواعد العسكرية والمال الصهيوني المتدفق لهذا الكيان الصهيوني المحتل، هذه هي الخارطة الصهيونية المرتقبة، ويعقبها المشروع الإمبريالي الصهيوني بتقسيم المنطقة العربية حسب خريطة الشرق الأوسط الجديد إلى كيانات، والسيطرة على موانئها وجزرها وثرواتها لضمان تفوقها الاقتصادي على حساب الأمة العربية، والحد من تنافس الصين وشركائها في مجموعتي شنغهاي والبريكس. فالأيام القادمة حبلى بالمشاكل وغاية في الصعوبة والتعقيد أمام الدول العربية ما لم يحدث تحرك إنقاذي واسع وسريع لإخماد الفتن الداخلية، ولم الشمل العربي، وإنشاء السوق العربية المشتركة، وإقامة الاتحاد العربي درءا للأخطار المتربصة بالمنطقة.
 
حقًا، إن الطريق وعرة واليقظة واجبة، فلا تذهبوا بعيدًا، أو تنتظروا أيًا من الإدارتين الديمقراطية والجمهورية، وأيهما ستفوز في الانتخابات الرئاسية، فكلاهما في السياسات يكمل الآخر.
ويستحضرني في هذا السياق خطاب الباقعة (بنجامين فرانكلين (1706-1790م) الذي ألقاه خلال عشاء مناقشة تم تسجيلها من قبل تشارلز كوتسورث بينكني، خلال المؤتمر الدستوري المنعقد في فيلادلفيا، في 17 سبتمبر 1787م، محذرًا من الهجرة اليهودية من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأميركية الحديثة التشكيل. وهو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية، بل أبرزهم، ويمتلك علمًا واسعًا في مجالات عديدة، فهو كاتب، وفيلسوف، ومنظر، واقتصادي وسياسي، ورجل مال وأعمال، ومخترع، وسفير، وفيزيائي... الخ. وقد تم وضع صورته على فئة المائة الدولار النقدية تخليدًا لذكراه.
وشمل خطابه ما يلي:
"أيها السادة، إنه في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولايزالون منعزلين ولا يندمجون بغيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليًا، كما هو الحال في البرتغال وإسبانيا.
 
 وفي حال لم يبعد هؤلاء عن الولايات المتحدة الأميركية بنص الدستور، فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة سنة إلى حد يستطيعون أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوت المالية يفركون أيديهم مغتبطين.. وإنني أحذركم أيها السادة إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيًا فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم.. إن اليهود لن ينهجوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع أبدًا أن يغير جلده الأرقط... إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا.. وعلى ذلك لا بد من أن يستبعدوا بنص الدستور".
 
حقيقة الأمر، إن الهجرة اليهودية من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأميركية تدفقت في وقت لاحق، وكانت نتيجتها مخيبة للآمال كما توقع العالم، والسياسي والاقتصادي والسفير بنجامين فرانكلين، فقد برزت ثلاث إمبراطوريات مالية يهودية صهيونية كبرى: آل روتشيلد، وآل روكفلر، وآل مورغان، وأصبح هؤلاء يسيطرون على مفاصل الدولة الأميركية الحديثة، حيث دانت لهم جميع المؤسسات الأميركية: المالية، والسياسية والاقتصادية، والإعلامية، والعسكرية والأمنية... الخ.
 جوهر القول، إن لفي الاتحاد قوة، والتاريخ عبر، فاعتبروا يا أولي الألباب.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً