صنعاء 19C امطار خفيفة

شجاعة في وجه السيول: قصص فدائيين أنقذوا الأرواح في إب

2024-08-16
شجاعة في وجه السيول: قصص فدائيين أنقذوا الأرواح في إب
شجاعة في إب بمواجهة السيول

في طقس عاصفٍ وممطر، اجتاحت السيول القوية أمس الخميس محافظة إب، مخلفة ضحايا وأضرارًا بالغة. لكن في هذه الأوقات العصيبة، برز أبطال وفدائيون لم يترددوا في المخاطرة بحياتهم لإنقاذ الآخرين.

استمرت الأمطار الغزيرة لساعات طوال، تحولت معها الشوارع إلى أنهار جارفة، وبدأت المياه تجتاح المنازل وتجرف المواطنين ووسائل النقل.

وعلى وقع صرخات المتضررين ونداءات الغرقى طلبًا للنجدة، سطر عدد من الشباب قصصًا عن الشجاعة التي يمكن أن تظهر في أحلك الأوقات، وقرروا المجازفة لإنقاذ الأرواح.

من بين هؤلاء الأبطال وديع قناف (١٨ عامًا)، وأيهم الأرحبي (١٦ عامًا)، اللذان قفزا دون تردد لإنقاذ طفلين غرقا في السيول الجارفة بمنطقة "الذهوب" مديرية المشنة شمال المدينة. 

عبدالمجيد الفخري وشجاعة المنقذ (شبكات تواصل)

 

لم تكن المهمة سهلة، فقد كانت المياه قوية وسريعة، مما جعل عملية الإنقاذ محفوفة بالمخاطر. تمكن وديع وأيهم من إنقاذ الطفلين، لكن السيول جرفتهما بعيدًا عن أعين الجميع.

خرج الأهالي للبحث عن الشابين الفدائيين في مجرى السيول، لكن أمل العثور عليهما أحياء كان يتناقص مع مرور الوقت. واليوم الجمعة، عثر الأهالي على جثماني الشابين على بعد عشرات الكيلومترات من مكان الواقعة. حيث تم العثور على جثمان الشاب وديع في وادي زبيد ما بين منطقتي الأحكوم والقفر، فيما تم العثور على جثمان أيهم سليم في سائلة منطقة ربابه بمديرية القفر شمال محافظة إب. الواقعة صدمت الأهالي، وعم الحزن الجميع، لكن الشابين أصبحا رمزًا للشجاعة والتضحية في محافظة إب.

 

مشهد هوليودي

وفي مدينة جبلة التي تبعد نحو ٦ كم جنوب مدينة إب، كانت السيول تحاصر منزلًا يضم أسرة مكونة من ٨ أفراد أغلبهم من النساء والأطفال. 

وفي مشهد هوليودي يحبس الأنفاس، قرر مجموعة من الشباب المخاطرة لإنقاذ أفراد الأسرة الذين كانوا يصرخون طلبًا للنجدة، وهم على بعد دقائق معدودة من الموت غرقًا.

دون تردد، تدلى الشاب عبدالمجيد الفخري بواسطة حبل على أحد جوانب المبنى، وتمكن من مد حبل آخر إلى أم وطفلها وإنقاذهما، وكرر العملية ذاتها مع بقية أفراد الأسرة، في مشهد أثار إعجاب وإشادة من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم تداول مقطع فيديو يوثق الواقعة على نطاق واسع.

خلف عبدالمجيد كان هناك أبطال آخرون، تمكنوا جميعًا بالتعاون والتنسيق، من إنقاذ أفراد الأسرة المنكوبة. يقول محمد فيصل، أحد المشاركين في عمليات الإنقاذ: "كان الأمر مخيفًا، لكن رؤية الابتسامات على وجوه الأشخاص الذين أنقذناهم كانت تستحق كل المخاطر." ويضيف آخر في حديثه لـ"النداء": "لم نفكر في خطورة ما نقوم به، ولا بمصيرنا، ما كان يهمنا هو إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح."

 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً