بلال الحسن مفكر وصحفي عربي فلسطيني كفء وقدير. يعتبر الفقيد بلال الحسن من مؤسسي الصحافة العربية، فهو إلى جانب طلال سلمان من أسسا صحيفة "السفير" اللبنانية ذائعة الصيت، فهي و"النهار" من أهم الصحف العربية، وهو أيضًا عضو اللجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني. ويعتبر بلال من أقرب أصدقاء الحكيم جورج حبش، وقريبًا لليسار اللبناني، كان من كتاب مجلة "الحرية" التي رأسها محسن إبراهيم، كما كان من أهم كتاب "المحرر" التي يرأس تحريرها القاص الكبير والفادي غسان كنفاني.
خلال ترؤسه إدارة السفير في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، كثيرًا ما كنا نزور الصحيفة أنا وقادري أحمد حيدر، ممثل الجبهة الوطنية الديمقراطية، ومحرروها، ومنهم جوزيف سماحة، وكان بلال شديد التعاطف مع اليمن، وضد حملات القمع والإرهاب ضد الأدباء والكتاب والصحفيين في اليمن.
في تونس، وبعد الخروج من بيروت، عام 19٨٢، أسس مجلة "اليوم السابع"، وكانت منبرًا للقوى الأدبية والثقافية والسياسية الديمقراطية، ولعبت دورًا غاية في الأهمية في نشر الإبداع والثقافة العربية. أدارت حوارًا مهمًا بين الأستاذين الجليلين: محمد عابد الجابري، وحسن حنفي، وأدارت العديد من الحوارات حول التعددية السياسية في العراق. ووقف بلال ضد كامب ديفيد وأوسلو، كان إلى جانبه جوزيف سماحة، وفيصل جلول، ومحمود درويش، وإميل حبيبي، وسميح القاسم، والمؤرخ شاكر مصطفى، وطارق البشري، وأنور عبدالملك من أهم كتّاب "المجلة"، إضافة إلى برهان غليون، ومحمد الباهي، وعشرات غيرهم.
له حضور في التأسيس للجبهة الديمقراطية، ومنظمة العمل الشيوعي، وكان من القادة الفلسطينيين شديد الفاعلية والتأثير. التقيت به في سبعينيات القرن الماضي في صنعاء، وأجريت معه حوارًا. كان -يرحمه الله- شديد الاهتمام بالقضايا العربية، وبالصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني على وجه أخص.