صنعاء 19C امطار خفيفة

نداء السلام تدين مجزرة العدو الصهيوني في مدرسة التابعين في غزة

2024-08-11
نداء السلام تدين مجزرة العدو الصهيوني في مدرسة التابعين في غزة
مجزرة مدرسة التابعين في غزة - رويترز
أدانت جماعة نداء السلام، المجزرة الصهيونية التي ارتكبت أمس، في مدرسة التابعين بحي الدرج في غزة.
 
ودعت في بيان صادر عنها، تلقت"النداء" نسخة منه، جماهير الأمة العربية والإسلامية، للقيام بواجبها، برفع صوتها مدويًا ضد جرائم الاحتلال الصهيوني، وإدانة التخاذل والتواطؤ، الذي أبداه ويبديه النظام الرسمي العربي والإسلامي.
 
كما أهابت بأحرار العالم، أن يوسعوا مجالات تحركاتهم الداعمة للحق العربي في فلسطين، ويرفعوا مستوياتها، ويشددوا من ضغوطهم على حكوماتهم، لاتخاذ مواقف منصفة.
وأكدت أن ألاعيب ومناورات الإدارة الأمريكية، لا هدف لها إلا منح العدو الصهيوني مزيدًا من الوقت، لاستكمال عمليات الإبادة الجماعية، وتدمير ما تبقى من بنى تحتية في قطاع غزة، وتحويل حياة سكانه إلى جحيم.
 

في ما يلي "النداء" ينشر نص البيان: 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
بيان صادر عن جماعة نداء السلام 
بشأن جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية الجديدة لأهالي غزة
 
أقدم الكيان الصهيوني، يوم أمس السبت ١٠ أغسطس، على ارتكاب جريمة إبادة جماعية جديدة في غزة، فقصف مدرسة التابعين، في حي الدرج بثلاثة صواريخ أمريكية، زنة ألفي رطل من المتفجرات، ساعة أداء المهجرين إليها صلاة الفجر. وراح ضحية القصف الإجرامي الهمجي، هذا في غمضة عين، أكثر من مئة شهيد من المواطنين العزل، عُجنت أجسادهم وتناثرت أشلاؤهم، وسقط عدد أكبر من الجرحى، من أعمار متفاوتة من بينهم شيوخ ونساء وأطفال، جراح بعضهم خطيرة، جراء استخدام العدو الصهيوني صواريخ فتاكة، زودته بها شريكته في الإبادة الجماعية للشعب العربي الفلسطيني، الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها من دول الاستعمار الغربي المتوحش .
 
  وقد حاول العدو الصهيوني كعادته، تبرير جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها، بأنه إنما كان يستهدف أحد قادة المقاومة. وهو في حقيقة الأمر، يقوم بجرائمه كلها تنفيذا لعقيدته الصهيونية، التي لا ترى لغير الدماء الصهيونية حرمة، يتوجب مراعاتها والحفاظ عليها. ومن هذا المنطلق العقائدي، المعزز بغريزة الاستئثار بالأرض وإخلاء أهلها منها، فإن كل فلسطيني، مهما كانت صفته وسنه، هو هدف للتصفية العرقية، عبر جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية لم تتوقف، منذ باشرت العصابات الصهيونية التابعة لهذا العدو عملياتها الإرهابية في فلسطين، في عشرنيات القرن الماضي، تمهيداً للاستحواذ على الأرض الفلسطينية كاملة، وإخلائها من أهلها وإقامة دولته العنصرية عليها
.  
لقد مارس العدو الصهيوني طوال وجوده على الأرض الفلسطينية، جرائم الإبادة الجماعية، التي ليس لها مثيل في التاريخ البشري، سوى إبادة السكان الأصليين من شعوب القارتين الأمريكيتين بكاملهم، على أيدي الغزاة الأوروبيين، أجداد هؤلاء القتلة، من الطغم الحاكمة في أميركا ودول أوروبا. 
 
ويتقاسم العدو الصهيوني  اليوم مسؤولية الإبادة الجماعية، التي يواصل تنفيذها في غزة، يتقاسم مسؤوليتها الإنسانية والجنائية، وعلى نفس المستوى، مع الإدارة الأميركية المجرمة، التي تزوده بالأسلحة الفتاكة، والتي تشاركه في ارتكاب هذه الفظائع، على مرأى ومسمع من العالم كله، وتقدم له، إلى جانب الدعم العسكري والتسليح غير المحدود، تقدم له الدعم المالي والاستخباراتي، وتغطي جرائمه سياسياً وإعلامياً، وتوفر له الحماية من العقاب، مما جعله كيانا فوق القانون، لا يستطيع أحد أن يحاسبه على جرائمه، حتى مجلس الأمن ومحكمة العدل ومحكمة الجنايات الدولية !! 
 
ولعل ما شجع العدو الصهيوني ويشجعه، ومعه الإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري، على هذه الغطرسة وهذا الصلف والتمادي في القتل والعدوان، هو الموقف الرسمي العربي والإسلامي المتقاعس المتخاذل. والتاريخ لن يرحم أحداً على تخاذله وتقاعسه عن أداء دوره والقيام بمسئوليته، تجاه ما يجري لأشقائنا في فلسطين من إبادة جماعية، مسنودة من قوى الشر والباطل في العالم كله، المعادية للخير والحق العدل، التي تشجع وتبارك، بل وتشارك في إبادة شعب يتشبث بأرضه دفاعا عن حقه في الحياة، ويقاوم اقتلاعه منها، بصدور عارية، وبلحم ودماء أطفاله ونسائه ورجاله الأبرياء العزل. 
 
فالدول العربية والدول الإسلامية، التي طبَّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب، ولاتزال أعلامها ترفرف في سماء فلسطين المحتلة، والأعلام الصهيونية ترفرف في سماء عواصمها وتدنس أرضها، هي شريكة شراكة كاملة مع الكيان الصهيوني الغاصب، في المسؤولية عن هذه الجرائم. وتنسحب هذه المسوؤلية أيضا على إطار العمل العربي المشترك، ممثلاً بجامعة الدول العربية، وعلى إطار العمل الإسلامي المشترك، ممثلاً بمنظمة التعاون الإسلامي، اللتين يفرض عليهما الواجب العربي والإسلامي والإنساني أن تتخذا موقفا جاداً حازماً، يدفع المجتمع الدولي بكامله للتحرك فوراً لإيقاف هذه الجرائم الصهيونية الأمريكية الشنيعة. 
 
إن جماعة نداء السلام، وهي تدين مجزرة الأمس المروعة، في مدرسة التابعين بحي الدرج في غزة الصامدة، تدعو جماهير الأمة العربية والإسلامية للقيام بواجبها، برفع صوتها مدويا ضد جرائم الاحتلال الصهيوني، وإدانة التخاذل، بل التواطؤ، الذي أبداه ويبديه النظام الرسمي العربي والإسلامي، والتحرك لوقف العدوان الصهيوني على غزة أولاً، ثم على الأقصى المبارك وعلى سائر أرض فلسطين، دون إبطاء، وتقديم كل أشكال الدعم، لتعزيز صمود شعبنا العظيم، الصامد الصابر المحتسب، في فلسطين المغتصبة.
 
كما تهيب جماعة نداء السلام بأحرار العالم، بأن يوسعوا مجالات تحركاتهم الداعمة للحق العربي في فلسطين، ويرفعوا مستوياتها، ويشددوا من ضغوطهم على حكوماتهم، لاتخاذ مواقف منصفة، من النضال العادل لشعب لم يعتد على أحد، ولم يسع إلا إلى استعادة أرضه المغتصبة، وأن يعملوا على سرعة وقف العدوان الصهيوني الغاشم، مع عدم الالتفات لألاعيب الإدارة الأميركية ومناوراتها، التي أضحت مكشوفة، أكثر من أي وقت مضى. 
 
إن ألاعيب ومناورات الإدارة الأمريكية، لا هدف لها إلا منح العدو الصهيوني مزيداً من الوقت، لاستكمال عمليات الإبادة الجماعية، وتدمير ما تبقى من بنى تحتية في قطاع غزة، وتحويل حياة سكانه إلى جحيم. ظنا منها بأن ذلك سيدفعهم إلى مغادرة أرضهم وتركها لقطعان الصهاينة المغتصبين. وكأن هذا الصمود الأسطوري الذي يبديه أهل غزة، وتضحياتهم الجسيمة، على مدى عشرة أشهر، وتشبثهم المذهل بأرضهم، رغم الإبادة الجماعية التي تستهدفهم على مدار الساعة، في بيوتهم وأكواخهم وملاجئهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم وشوارعهم وأسواقهم ومركباتهم، كأن هذا غير كاف لإقناع الإدارة الأمريكية المتوحشة باستحالة تحقيق أهدافها المتطابقة مع أهداف العدو الصهيوني، باقتلاع شعب، قرر أن يتشبث بأرضه، مهما بلغت التضحيات. فإما أن يعيش فيها حراً كريماً، وإما أن يُدفن في ترابها شهيداً مقاوماً. 
 
المجد لأبطال فلسطين، المضحين الصامدين، نساءً ورجالاً، أطفالاً وشيباً وشباناً، والعار كل العار للإدارة الأمريكية، الشريكة للكيان الصهيوني في عمليات الإبادة الجماعية، ولقطعان الصهاينة، مرتكبي الجرائم الإنسانية، المستبيحين للأرواح والدماء والأرض والعرض. ولا نامت أعين الحكام العرب وحكام المسلمين، سواءً منهم المشاركين في هذه الجرائم، أو المتواطئين عليها أو الصامتين عنها.
 
جماعة نداء السلام
صنعاء في 11 أغسطس 2024م
الموافق 5 صفر 1446 للهجرة 
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً