صنعاء 19C امطار خفيفة

أمن أبين يتمرد على سلطات عدن ويرفض توجيهات الإنتقالي: لن نمنع مليونية عشال

2024-08-02
أمن أبين يتمرد على سلطات عدن ويرفض توجيهات الإنتقالي: لن نمنع مليونية عشال
المقدم علي عشال الجعدني (شبكات تواصل)

في تصعيد خطير، أعلنت قيادة أمن محافظة أبين، تعليق تواصلها مع السلطات الأمنية في عدن، ورفضت التوجيهات الصادرة عن المجلس الانتقالي الجنوبي، التي تفيد، بمنع إقامة "مليونية عشال"  المقررة غداً السبت في ساحة العروض بمديرية خورمكسر بعدن.
وقالت شرطة أبين في بيان صادر عنها اليوم الجمعة - حصلت "النداء" على نسخة منه - إنها لن تعترض أي مسيرات سلمية تعبر عن رأيها في الكشف عن مصير المختطف عشال الجعدني.
وعبرت عن رفضها لتوصيف الجهات الأمنية العليا في عدن، لأبناء أبين بالعناصر المشبوهة وقالت:" هذا الأمر نرفضه رفضاً قاطعا".

وخلال الساعات الماضية، سارعت السلطات الأمنية بعدن وأبين والمجلس الإنتقالي، إلى إصدار توضيحات وتوجيهات حول قضية الشخصية القبلية والضابط في الجيش عشال الجعدبي، المختطف منذ ١٢ يونيو الماضي، في قضية أثارت الرأي العام، وكشفت عن تورط اجهزة أمنية وشخصيات رفيعة، ولا تزال تداعياتها تسير في اتجاه تصاعدي ينذر بالكثير من التأزيم.

ويرى مراقبون أن بيان شرطة عدن الصادر مساء أمس "لم يقدم أي جديد يذكر"، كونه سرد معلومات معروفة لدى الجميع، وسبق أن تم الكشف عنها منذ أسابيع. في المقابل وصفوا بيان إدارة أمن أبين بأنه "شديد اللهجة".

وكان مدير أمن عدن، العميد مطهر الشعيبي، أدلى مساء الخميس، ببيان مرئي على قناة "عدن المستقلة" التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، تحدث فيه عن نتائج التحقيق التي تم التوصل إليها في قضية اختطاف علي عشال الجعدني.

وقال مصدر امني لـ"النداء"  إن ما قدمه مدير أمن عدن لا يعدو عن كونه تكرار للمعلومات التي تم الكشف عنها من اللجنة الأمنية بعدن قبل أسابيع برئاسة وزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري.

وأشار  المصدر إلى أن المعلومات السابقة تضمنت أسماء المتهمين الرئيسيين، وكيفية الكشف عنهم من خلال تتبع تسجيلات الكاميرات، وضبط السيارات التي تنقلوا بها واستخدموها في جرائهم، بالإضافة إلى الإطلاع على اتصالاتهم ورسائلهم الهاتفية، وهو ما أعاد مدير أمن عدن ذكره من جديد.

وأضاف المصدر  أن الشيء الوحيد الجديد في بيان إدارة أمن عدن هو الإشارة إلى مغادرة المتهم يسران المقطري قائد جهاز مكافحة الإرهاب بعدن، ونائبه سامر الجندب إلى خارج اليمن، لكن المعيب في الأمر هو أن هذا التطور كان "مفاجئًا" بالنسبة لأمن عدن، بحسب مختصين.

قال مدير أمن عدن في البيان: "فوجئنا بأن يسران المقطري ونائبه سامر الجندب، غادرا إلى خارج الوطن"، رغم وجود توجيهات من النيابة العامة واللجنة الأمنية المنافذ البحرية والجوية والبرية بضبطهم وعدم مغادرتهم البلاد.

وفقاً للمصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن المقطري ورفاقه من المتهمين قد غادروا إلى دولة الإمارات، الداعم الأول لجهاز مكافحة الإرهاب في عدن، التابع للمجلس الإنتقالي الجنوبي.

المصدر قال لـ"النداء"،  إن المعلومات الأولية التي تم الحصول عليها من الصيادين العاملين في مدينة عدن، تشير إلى أن يسران المقطري ورفاقه غادروا عدن عبر زورق خشبي "سنبوق"، إلى دولة مجاورة ومنها إلى الإمارات.

المصادر ذاتها رجحت مغادرة شلال شائع رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، بذات الطريقة، ووصوله الى جيبوتي، أمس الأول الأربعاء، تمهيداً للتوجه إلى الإمارات.

أبعاد القضية
ذكر مدير أمن عدن أن المنزل الذي تم اقتحامه من قبل قوات تابعة لإدارتي أمن عدن وأبين، احتوى على 39 ملفًا للأراضي، 35 منها باسم يسران المقطري، وختم مزور باسم مصلحة أراضي وعقارات الدولة. في إشارة إلى أن وراء اختطاف الجعدبي خلافات حول الأراضي، لكن مراقبون يرون أن للقضية أبعاد أكبر من ذلك، ورجحوا تورط أجنحة بتوجيهات خارجية في واقعة الإختطاف.

وعقب بيان إدارة أمن عدن بساعات، أصدرت إدارة أمن محافظة أبين، التي ينتمي إليها المختطف علي عشال الجعدني، بيانًا تعقيبيًا لم يخُل من لهجة التصعيد، ورفع سقف المطالب.

حيث أشار البيان إلى أنه و"رغم الجهود المشتركة مع أمن عدن وتضحيات رجال أمن أبين، إلا أن القضية لا يمكن إكمال مساقها القانوني والقضائي بشكله الطبيعي"، في تلميح إلى وجود تدخلات وضغوطات لمنع السير في إجراءاتها.

وأكدت قيادة أمن أبين أن الأجهزة الأمنية في أبين وعدن أنهت مهمتها بتحديد الجهة المنفذة لاختطاف عشال والإطاحة بعدد كبير من العناصر الاجرامية المشاركة في الاختطاف، ومن وفر لهم الدعم اللوجستي للعملية الإجرامية، والذي على إثره تم مخاطبة الانتربول عبر مذكرة رسمية من وزير الداخلية.

البيان قال: ما دام أن المنفذين الرئيسيين غادروا البلاد فمهمة إحضارهم انتقلت من مسؤولية الأجهزة الأمنية إلى المستوى الأعلى ممثلا بقيادتي المجلس الرئاسي والانتقالي كونهم القادرين على الضغط لإحضارهم إلى عدن والمثول أمام القضاء وهذا الأمر أصبح حتميًا ومطلبًا شعبيًا لا مفر منه.

أمن أبين لم يقف عند مستوى مطالبة المجلس الرئاسي والانتقالي، بل طالب التحالف العربي  للتدخل بشكل مباشر للإسهام في كشف مصير المقدم عشال؛ لما لديها من إمكانيات تقنيه ولوجستية برًا وبحرًا وجوًا، وكونه المسؤول الأول عن المناطق المحررة.

كما دعا بيان أمن أبين إلى إقامة "مليونية عشال"  غدًا السبت، لتأكيد المطالب السلمية المشروعة وغير المسيسة المكفولة شرعًا وقانونًا، بحسب البيان، الذي طالب بتأمين المليونية من قبل أمن عدن واللجنة للأمنية العليا وحماية المتظاهرين.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً