صنعاء 19C امطار خفيفة

"يافا" مرحلة جديدة وخطيرة من حرب المسيرات

2024-07-19
"يافا" مرحلة جديدة وخطيرة من حرب المسيرات
الانفجار تسبب بتهشيم عدد من النوافذ في تل أبيب- رويترز
في تصعيد جديد، تبنت جماعة الحوثي هجومًا نوعيًا استهدف تل أبيب فجر الجمعة، عبر طائرة بدون طيار اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وشكلت تهديدًا استراتيجيًا هو الأخطر الذي تتعرض له دولة الكيان منذ أكتوبر الماضي.
 
بعيدًا عن حصيلة الضحايا (قتيل وعدد من الجرحى)، يحمل الهجوم دلالات تقنية وعسكرية هامة، ويكشف عن مرحلة جديدة من حرب الطائرات بدون طيار، التي يبدو أن الحوثيين تمكنوا بمساعدة إيرانية من تطويرها.
 
سبق لجماعة الحوثي شن عشرات الهجمات بواسطة طائرات مسيرة على سفن في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وأعلنوا في وقت سابق استهداف إيلات وحيفا. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها طيران الحوثي المسير إلى قلب تل أبيب، التي تبعد عن اليمن نحو 2500 كم. فكيف تمكنت هذه الطائرة من تجاوز الرادارات وأجهزة الإنذار، والتغلب على تكنولوجيا المراقبة المتطورة التي تمتلكها إسرائيل؟ وكيف سيكون سير المعركة وآليات الصراع مستقبلاً؟
يقول الحوثيون إن الطائرة "يافا" تم تصنيعها بالكامل في اليمن، وأنها تستخدم لأول مرة وتحمل تقنيات تجعل من الصعب اكتشافها. ولكن قادة عسكريين إسرائيليين قالوا إن الطائرة من طراز صماد-3، الذي سبق أن استخدمه الحوثيون من قبل، وأنها نموذج إيراني تم تعديله للطيران على مسافات طويلة. ونفوا امتلاكها قدرات التخفي من أجهزة المراقبة الإسرائيلية.
 
قُتل إسرائيلي واحد وأُصيب نحو 10 آخرين في الهجوم، لكن الذعر انتاب سكان تل أبيب، الذين اعتقدوا أنهم في أمان بوجود قبتهم الحديدية الشهيرة. وكذلك فعل صدى الانفجار الذي أيقظ السكان من نومهم في الثالثة صباحاً.
 
وفي محاولة لطمأنة السكان وتخفيف حدة الأثر النفسي عليهم، قال مسؤولون إسرائيليون إن عدم اعتراض الطيارة المسيرة كان خطأ بشرياً، وأن نظام الإنذار لم يكن مفعلاً، وهو أمر يتناقض كلياً مع المعطيات على الواقع. إسرائيل في حالة حرب منذ شهور، وفي أعلى درجات حالات الطوارئ، فهل من المعقول عدم تفعيل انذارات الدفاع الجوي. بالطبع لا. وهو ما لم يقنع السكان الإسرائيليين الذين بدأ عدد منهم التفكير بخيارات أخرى لتجنب تكرار مشاعر ليلة الأمس.
 
قالت صحيفة احرونوت، إن الطائرة قطعت في رحلتها مسارات بعضها جديدة مقارنة بمسارات سابقة، من أجل إرباك أنظمة الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي. 
 
وفقًا للتحقيقات الأولية، فإن الطائرة قطعت مسافة تزيد عن 2000 كم، ولمدة عشر ساعات، وعبرت سيناء والبحر الأبيض المتوسط أمام الساحل الجنوبي لإسرائيل محلقة على ارتفاع منخفض، وعند وصولها إلى شواطئ تل أبيب انخفضت أكثر إلى نحو 10 أمتار فوق خط المياه حتى لا يتم اكتشافها، وبعد ذلك ارتفعت إلى مستوى المباني وانفجرت.
 
لحسن حظ الإسرائيليين أن الطائرة انفجرت في الهواء، وليس على الأرض أو على مبنى، الأمر الذي أنقذ الموقف وحد من الخسائر وفقًا لحديث قائد الشرطة في تل أبيب بيرتس عمار.
الهجوم كان صادمًا وموجعًا لإسرائيل، التي تعتزم الرد في العمق اليمني. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن هناك مناقشات على المستوى السياسي للنظر في خيارات الرد الإسرائيلي على هجوم الطائرة المسيرة.
 
وزير الدفاع الإسرائيلي قال: "كل من يحاول المساس بدولة إسرائيل أو إرسال الإرهاب ضدها، سيقابل برد إسرائيلي بطريقة حادة وموجعة".

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً