صنعاء 19C امطار خفيفة

مذبحة منطقة المواصي غرب خان يونس

تعتبر مذبحة منطقة المواصي غرب خان يونس، التي ارتكبها العدو الصهيوني، يوم 13 يوليو 2024م، مأساة المآسي في تاريخ البشرية، حيث بلغ حجم الخسائر في دقائق معدودة من الزمن 90 شهيدًا من الخدج والأطفال والنساء وكبار السن والأبرياء، و300 مصاب، يضافون جميعًا إلى قائمة الشهداء والمصابين منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023م، الذين يربو عددهم عن 39.000 شهيد، أكثرهم من الأطفال والنساء، و89.000 مصاب، معظم إصاباتهم بليغة، إلى جانب حجم الدمار الهائل في البنى التحتية للمنطقة وما حولها.

 
إن المأساة التي ارتكبها العدو الصهيوني المحتل، بالتعاون والتنسيق مع الإدارة الأميركية التي ما فتئت تروج للهدنة بين المقاومة حماس والعدو الإسرائيلي المحتل، والتفاوض لتبادل الأسرى والرهائن، ثم انسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة النازحين إلى مناطقهم وإعمار القطاع، وفي نفس الوقت تقوم الإدارة بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة الحارقة المحرمة دوليًا والقنابل الذكية الفتاكة (البرد الثقيل) الأشد تدميرًا استخدمت في قصف منطقة الصرامي المكتظة بالسكان، حيث ألقى الجيش الإسرائيلي 8 قنابل تزن الواحدة منها نصف طن (500 رطل) بذريعة قتل القائد محمد الضيف، رئيس الجناح العسكري لحماس، بعد ثلاثين عامًا من ملاحقته، ونائبه عدنان الغول، وزميلهما رافع سلامة، قائد لواء خان يونس. وحتى الآن لا تأكيدات إسرائيلية بعد كل هذه الإبادة بمقتل محمد الضيف، وإنما كانت النتيجة بتأكيدات وقوع المذبحة البشرية، وتدمير المنازل وحرق الخيام والشجر وتسوية الأرض.
 
كل ما في الأمر، أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ما برح يرغي ويزبد ويتوعد بالوصول إلى قادة حماس حتى إنهائهم، وهدفه الحقيقي ليس قادة حماس، وإنما إبادة سكان قطاع غزة، وتدميره من  الجنوب حتى الشمال، ثم احتلاله بانتحال الذرائع طالما أن الإدارة الأميركية تقف مساندة لكل تلك الأعمال الوحشية للمحتل الإسرائيلي، رضوخًا لجماعة الضغط الصهيونية، وبما لا يتفق مع القوانين الدولية والشرائع السماوية والمبادئ والقيم التي يتشدقون بها ليل نهار.
على صعيد آخر، توقفت المفاوضات المترنحة أصلًا وفصلًا بشأن اتفاق الهدنة بين حماس والجانب الإسرائيلي، حتى يثبت رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو جديته في الخروج من نفق مذبحته إلى حل، بدلًا من التعامل باستهتار، وارتكاب المجازر البشرية (الجيوناسيد) رغم مناشدات شعوب العالم واستنكارهم لأعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة والاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
 
ما زاد الطين بلة، الإصرار الإسرائيلي على احتلال معبر رفح، ومحور صلاح الدين، والمعروف بمحور فيلادلفيا بالعبرية، والذي يقع على امتداد الحدود بين قطاع غزة ومصر، ويبلغ طوله 14.5 كلم وعرضه 100 متر، ويعتبر منطقة عازلة وفقًا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979م، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد في  17 سبتمبر 1978م، بين الرئيس  أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر، ويسمح فقط بعبور الأفراد بموجب شروط ومعايير العبور من الأراضي الفلسطينية إلى مصر.
 
ويحاول الكيان الإسرائيلي السيطرة عليه وتوسيعه، مطلقًا أكاذيب ومبررات لمنع حفر الأنفاق ودخول الأسلحة إلى غزة، وقابله رد مصري مفحم، أن مصر ترفض تمامًا، وتؤكد العبارة "حدودنا خط أحمر"، كما تشدد على ضرورة التزام تل أبيب بكل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين الجانبين.
 
على صعيد آخر، حان الوقت المناسب أكثر من أي وقت مضى، في لم الشمل الفلسطيني وانضواء الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية لقطع الطريق أمام العدو الإسرائيلي، ناهيك عن إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليًا على حدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها  القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، في مؤتمر القمة العربية في بيروت، في 27 مارس 2002م، والمشمولة أيضًا بعودة اللاجئين الفلسطينيين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل الاعتراف وإقامة العلاقات العربية -الإسرائيلية.
 
حقيقة الأمر أن خريطة الشرق الأوسط الجديد الصهيونية التوسعية حسب الأهداف المرسومة لها، تشمل بلدان المنطقة، وإحكام السيطرة عليها، والحد من التنافس الاقتصادي والتجاري للصين وتجمعات أخرى...
يا ليت قومي يدركون ذلك قبل فوات الأوان.
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً