المضحك المبكي معًا في المشهد الحضرمي الحالي، أن حضرموت تمر بأوضاع مأساوية وكارثية.
أوضاع لم يسبق لها مثيل من قبل، وفي كل المراحل التي مرت بها حضرموت، فكل شيء في حضرموت اليوم أصبح على غير عادته، وكل شيء تحول وانعكس انعكاسًا سلبيًا، فلا خدمات حتى في حدها الأدنى، ولا أجور ومرتبات في حدها المعقول للعاملين بالقطاع الحكومي، بل في كل القطاعات الأخرى، الكل اليوم هنا في حضرموت يتوجع ويتألم.
ومع ذلك، نرى من فترة لأخرى ظهور الإخوة في السلطة المحلية بالمحافظة بمظهر ينم ويوحي للبعيدين على أن حضرموت وسكان حضرموت يعيشون في بحبوحة، والشواهد كثيرة على هكذا مظهر من هذه السلطة.
اليوم الاثنين رأينا ورأى مثلنا الكثير قيام الإخوة في السلطة المحلية بالمحافظة يتقدمهم المحافظ بافتتاح مهرجان البلدة. الشيء اللافت في احتفالية التدشين والافتتاح للمهرجان هو عزوف الناس عن الحضور، وهذا دليل قاطع على عدم رضا الناس بهذا المهرجان، خصوصًا في هذا التوقيت غير الصائب.
سؤالنا: ماذا ستخسر السلطة لو تم تأجيل المهرجان، بل إلغاؤه في هذا الفترة الحرجة والصعبة التي يمر بها سكان المحافظة؟
الناس اليوم همهم هو توفير ما يسد جوع أبنائهم. الناس اليوم في جهاد وحرب ضروس مع لقمة العيش التي صارت صعبة المنال، حتى إن الكثير فسر احتفالية التدشين لهذا المهرجان أنها تحمل من الاستفزاز الشيء الكثير للمواطنين، بل البعض ذهب بهم الحديث للقول إن السلطة المحلية لم تهتم بواجباتها تجاه مواطنيها، فهي في نظرهم تنظر للكسب المادي الذي سيعود عليهم من قيام هذا المهرجان.
لن نذهب بعيدًا، بل نعرف الناس بشيء من عثرات وانتكاسات هذه السلطة.
قبل أيام كان صيادو الديس الشرقية في لقاء مع المحافظ لشرح بعض معاناتهم كمواطنين من الخدمات، ومعاناتهم من قيام معسكر في رأس باغشوة.
كل ردود المحافظ عليهم كانت مخيبة للآمال، ولم يقدر أن يرد عليهم إلا بعدم مقدرته على تنفيذ شيء من تلك المطالب، وهي مطالب مشروعة.
هل وصلت بنا الأنانية وعدم مخافة الله إلى هذا الحد؟
ترى الناس من حولك في حال يرثى لها وانت تقيم المهرجانات والاحتفالات؟
على ماذا كل هذه المهرجانات والاحتفالات؟ على رسلك يا محافظ، فنحن لم نصل بعد لهذا المستوى الذي يؤهلنا للقيام بمثل هذه المهرجانات والاحتفالات.
انظر لأحوال الناس، ولبِّ مطالبهم الحقيقية التي تستحق النظر، وليس قيام المهرجانات التي تزيد وجعًا فوق وجع.
