صور تلخص مرحلة، وتفسر مخرجاتها. وهذه الصور تقول لي الكثير الان:
- ان فنانا شابا في 2012 و 2013 قاد، هو وآخرون، أكبر حملة فنية يمنية (بدون تمويل محلي أو اجنبي) من أجل المختفين قسريا في اليمن، بدأت في العاصمة في صيف 2012 واستمرت حتى ربيع 2013 متنقلة في محافظات الحديدة واب وتعز، وهي لم تتمكن من العمل في عدن لأسباب عجيبة مرتبطة برفض بعض مكونات الحراك الجنوبي فتح هذا الملف الذي يثير الشقاق بين "التصالحيين" المزعومين في المدينة التي شهدت أكبر عدد من جرائم الاختفاء القسري بدءا من نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات مرورا بأحداث يناير 1986 وما اعقبها من جرائم، وصولا إلى حرب 1994 التي شهدت اختفاء مئات اخرين!
في الصورة الأولى يظهر على يمين القارئ الفنان مراد سبيع Murad Subay وعلى يسار القارئ (يمين الصورة) الراحل المقيم الجميل بشير السيد. والصور التقطت في مدينة اب في شتاء 2013 على الأرجح.
انجزت الحملة الاف الجداريات في شوارع صنعاء والحديدة واب وتعز. وأوصلت قضية المختفين قسريا إلى الملايين داخل العاصمة ومدن اخرى، لكن - من أسف- لم تمتد أثار الحملة إلى مربع في شرق العاصمة كان يستضيف 560 يمنيا مهمتهم، كما صور الرئيس السابق هادي وقادة الاحزاب ووسائل الإعلام وتصريحات المبعوث الدولي وسفراء الدول دائمة العضوية، هي صوغ مستقبل اليمن. شهد المكان (قاعات الفندق) اطول جلسات سفسطة (ناقشوا كل شيء بما في ذلك شحة المياه والتصحر وزواج الصغيرات) وعندما انتهوا من مؤتمرهم كانت البيئة الوطنية جاهزة لضم الاف الضحايا الجدد من اليمنيين لقائمة المختفين قسريا!
الصديق الجميل من إب محمد الحبيشي ارسل لي صباحا صورا بآلاف الكلمات، صورا يخضر لها القلب.
تحية له وللأصدقاء في إب، وتحية للصديق مراد سبيع وفريق حملته "الجدران تتذكر وجوههم"، وسلاما للصديقين المقيمين في القلوب بشير السيد وفهمي السقاف (الكان قريب كل مختف قسريا في اليمن).